بل أولئك هم الظالمون : أي ليس ذلك لشيء مما ذكر، بل لظلمهم وعنادهم فإنه لو كان الإعراض لشيء مما ذكر لما أتوا إليه مذعنين إذا كان الحق لهم وفي الآية دليل علي وجوب الإجابة إلى القاضي العالم بحكم الله العادل في حكمه لأن العلماء ورثة الأنبياء، والحكم من قضاة الإسلام العالمين بحكم الله العارفين بالكتاب والسنة العادلين في القضاء هو حكم بحكم الله وحكم رسوله.
(( إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون ومن يطع الله ورسوله ويخشَ الله ويتقْهِ فأولئك هم الفائزون ))
أن يقولوا سمعنا وأطعنا : أي أن يقولوا هذا القول لا قولاً آخر، وفي هذا يتعلم الأدب الشرعي عند هذه الدعوة من أحد المتخاصمين للآخر.
وأولئك : أي المؤمنين الذين قالوا هذا القول.
هم المفلحون : الفائزون بخير الدنيا والآخرة.
(( ومن يطع الله ورسوله......)) : وهذه الجملة مقررة لما قبلها من حسن حال المؤمنين وترغيب من عداهم إلى الدخول في عدادهم والمتابعة لهم في طاعة الله ورسوله والتقوى له.
قراءات /
يتقه / قرأ حفص بإسكان القاف على نية الجزم وقرأ الباقون بكسرها.
(( وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن قل لا تقسموا طاعة معروفة إن الله خبير بما تعملون ))
ليخرجن : يعني إلى الجهاد.
جهد أيمانهم : طاقة ما قدروا أن يحلفوا، مأخوذ من قولهم جهد نفسه : إذا بلغ طاقتها وأقصى وسعها.
- ما الذي نصب جهد ؟
١- إنه مصدر مؤكد للفعل المحذوف الناصب له : أي أقسموا بالله يجهدون أيمانهم جهداً.
٢- قيل منتصب على الحال والتقدير : مجتهدين في أيمانهم.
قل لا تقسموا : لما كانت مقالتهم كاذبة وأيمانهم فاجرة رد الله عليهم بقوله :(( لا تقسموا )) أي رد عليهم زاجراً لهم وقل لهم لا تقسموا.
طاعة معروفة : أي طاعتهم طاعة معروفة بأنهم طاعة نفاقية لم تكن عن اعتقاد.