هذه الجملة مقررة لما قبلها من أن طاعتهم لرسول الله ﷺ سبب لهدايتهم وهذا وعد من الله سبحانه لمن ءامن بالله وعمل الصالحات بالاستخلاف في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم من الأمم وهو وعد يعم جميع الأمة.
ليستخلفنهم في الأرض : جواب لقسم محذوف او جواب للوعد بتنزيله منزلة القسم لأنه ناجز لا محالة، ومعنى ليستخلفنهم في الأرض : ليجعلنهم فيها خلفاء يتصرفون فيها تصرف الملوك في مملوكاتهم.
- هل الوعد في الآية خاص بالصحابة والخلفاء الراشدين فحسب ؟
هذا الوعد عام لجميع الأمة لأن الآية فيها وعد للذين ءامنوا وعملوا الصالحات بالاستخلاف ومعلوم أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
كما استخلف الذين من قبلهم : كل من استخلف الله في أرضه فلا يخص ذلك ببني إسرائيل ولا أمة من الأمم دون غيرها.
قراءة /
" استخلف " قرأها الجمهور بالبناء للفاعل وقرأها أبو بكر بالبناء للمفعول.
وليمكنن لهم دينهم الذين ارتضى لهم : معطوفة على ليستخلفنهم داخلة تحت حكمه كائنة من جملة الجواب، والمراد بالتمكين هنا : التثبيت والتقرير، أي يجعله ثابتاً مقرراً يوسع لهم في البلاد ويظهر دينهم على جميع الأديان والمراد بالدين هنا: الإسلام.......
وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً : انه سبحانه يجعل لهم مكان ما كانوا فيه من الخوف من الأعداء أمناً، ويذهب عنهم أسباب الخوف الذي كانوا فيه بحيث لا يخشون إلا الله سبحانه ولا يرجون غيره.
قراءة /
" ليبدلنهم " قرأ ابن كثير ويعقوب وأبو بكر بتخفيف الدال وقرأ الباقون بالتشديد.
يعبدونني لا يشركون بي شيئاً : أي يعبدونني غير مشركين بي في العبادة شيئاً من الأشياء، وقيل معناه لا يراءون بعبادتي أحداً وقيل معناه لا يخافون غيري، وقيل معناه لا يحبون غيري.
(( ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون ))
؟ أي من كفر هذه النعم بعد ذلك الوعد الصحيح
؟ أو من استمر على الكفر