٥٩- قِيلَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ زَيْدٍ قَالَ : لَمَّا قُتِلَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْيَمَامَةِ، دَخَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى أَبِي بَكْرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ، فَقَالَ : إِنَّ أَصْحَابَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْيَمَامَةِ تَهَافَتُوا تَهَافُتَ الْفَرَاشِ فِي النَّارِ، وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ لاَ يَشْهَدُوا مَوْطِنًا إِلاَّ فَعَلُوا ذَلِكَ حَتَّى يُقْتَلُوا، وَهُمْ حَمَلَةُ الْقُرْآنِ، فَيَضِيعُ الْقُرْآنُ وَيُنْسَى، فَلَوْ جَمَعْتَهُ وَكَتَبْتَهُ ؟ فَنَفَرَ مِنْهَا أَبُو بَكْرٍ، وَقَالَ : أَفْعَلُ مَا لَمْ يَفْعَلْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَتَرَاجَعَا فِي ذَلِكَ، ثُمَّ أَرْسَلَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ زَيْدٌ : فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، وَعُمَرُ مُحْزَئِلٌ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : إِنَّ هَذَا قَدْ دَعَانِي إِلَى أَمْرٍ، فَأَبَيْتُ عَلَيْهِ، وَأَنْتَ كَاتَبُ الْوَحْيِ، فَإِنْ تَكُنْ مَعَهُ اتَّبَعْتُكُمَا، وَإِنْ تُوَافِقْنِي لاَ أَفْعَلْ قَالَ : فَاقْتَصَّ أَبُو بَكْرٍ قَوْلَ عُمَرَ، وَعُمَرُ سَاكِتٌ. فَنَفَرْتُ مِنْ ذَلِكَ، وَقُلْتُ : نَفْعَلُ مَا لَمْ يَفْعَلْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ إِلَى أَنْ قَالَ عُمَرُ كَلِمَةً : وَمَا عَلَيْكُمَا لَوْ فَعَلْتُمَا ذَلِكَ ؟ قَالَ : فَذَهَبْنَا نَنْظُرُ. فَقُلْنَا : لاَ شَيْءَ، وَاللَّهِ مَا عَلَيْنَا فِي ذَلِكَ شَيْءٌ قَالَ زَيْدٌ : فَأَمَرَنِي أَبُو بَكْرٍ، فَكَتَبْتُهُ فِي قِطَعِ الآدَمَ، وَكِسَرِ الأَكْتَافِ وَالْعُسُبِ فَلَمَّا هَلَكَ أَبُو بَكْرٍ، وَكَانَ عُمَرُ كَتَبَ ذَلِكَ فِي صَحِيفَةٍ وَاحِدَةٍ، فَكَانَتْ عِنْدَهُ، فَلَمَّا هَلَكَ، كَانَتِ الصَّحِيفَةُ عِنْدَ حَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ إِنَّ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ قَدِمَ مِنْ غَزْوَةٍ كَانَ غَزَاهَا، فِي فَرَجِ أَرْمِينِيَةَ، فَلَمْ يَدْخُلْ بَيْتَهُ حَتَّى أَتَى عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينِ، أَدْرِكِ النَّاسَ.


الصفحة التالية
Icon