وَأَمَّا عَلَى قَوْلِ قَتَادَةَ، فَإِنَّ الْوَاجِبَ أَنْ يَكُونَ مَصْدَرًا، مِنْ قَوْلِ الْقَائِلِ قَرَأْتُ الشَّيْءَ إِذَا جَمَعْتُهُ وَضَمَمْتُ بَعْضَهُ إِلَى بَعْضٍ، كَقَوْلِكَ : مَا قَرَأَتْ هَذِهِ النَّاقَةُ سَلًى قَطُّ، تُرِيدُ بِذَلِكَ أَنَّهَا لَمْ تَضُمَّ رَحِمًا عَلَى وَلَدٍ، كَمَا قَالَ عَمْرُو بْنُ كُلْثُومٍ التَّغْلِبِيُّ :.
تُرِيكَ إِذَا دَخَلْتَ عَلَى خَلاَءٍ | وَقَدْ أَمِنْتَ عُيُونَ الْكَاشِحِينَا. |
ذِرَاعَيْ عَيْطَلٍ أَدَمَاءَ بِكْرٍ | هِجَانِ اللَّوْنِ لَمْ تَقْرَأْ جَنِينَا |
١٢١- وَذَلِكَ أَنَّ بِشْرَ بْنَ مُعَاذٍ الْعَقَدِيَّ حَدَّثَنَا قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ﴾ يَقُولُ : حِفْظَهُ وَتَأْلِيفَهُ، ﴿فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ﴾ يَقُولُ : اتَّبِعْ حَلاَلَهُ، وَاجْتَنِبْ حَرَامَهُ.