١٤٤٧٠- حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ : لَمَّا أَكَلَ آدَمُ مِنَ الشَّجَرَةِ قِيلَ لَهُ : لِمَ أَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي نَهَيْتُكَ عَنْهَا ؟ قَالَ : حَوَّاءُ أَمَرَتْنِي، قَالَ : فَإِنِّي قَدْ أَعْقَبْتُهَا أَنْ لاَ تَحْمِلَ إِلاَّ كَرْهًا وَلاَ تَضَعُ إِلاَّ كَرْهًا. قَالَ : فَرَنَّتْ حَوَّاءُ عِنْدَ ذَلِكَ، فَقِيلَ لَهَا : الرَّنَّةُ عَلَيْكِ وَعَلَى وَلَدِكِ.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾.
وَهَذَا خَبَرٌ مِنَ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ عَنْ آدَمَ وَحَوَّاءَ فِيمَا أَجَابَاهُ بِهِ، وَاعْتِرَافِهِمَا عَلَى أَنْفُسِهِمَا بِالذَّنْبِ، وَمَسْأَلَتِهِمَا إِيَّاهُ الْمَغْفِرَةَ مِنْهُ وَالرَّحْمَةَ، خِلاَفُ جَوَابِ اللَّعِينِ إِبْلِيسَ إِيَّاهُ.
وَمَعْنَى قَوْلِهِ :﴿قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا﴾ قَالَ : آدَمُ وَحَوَّاءُ لِرَبِّهِمَا : يَا رَبَّنَا فَعَلْنَا بِأَنْفُسِنَا مِنَ الإِسَاءَةِ إِلَيْهَا بِمَعْصِيَتِكَ وَخِلاَفِ أَمْرِكَ وَبِطَاعَتِنَا عَدُوَّنَا وَعَدُوَّكَ، فِيمَا لَمْ يَكُنْ لَنَا أَنْ نُطِيعَهُ فِيهِ مِنْ أَكْلِ الشَّجَرَةِ الَّتِي نَهَيْتَنَا عَنْ أَكْلِهَا. ﴿وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا﴾ يَقُولُ : وَإِنْ أَنْتَ لَمْ تَسْتُرْ عَلَيْنَا ذَنْبَنَا فَتُغَطِّيَهُ عَلَيْنَا، وَتَتْرُكْ فَضِيحَتَنَا بِهِ بِعُقُوبَتِكَ إِيَّانَا عَلَيْهِ، وَتَرْحَمْنَا بِتَعَطُّفِكَ عَلَيْنَا، وَتَرْكِكَ أَخَذْنَا بِهِ، ﴿لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ يَعْنِي : لَنَكُونَنَّ مِنَ الْهَالِكِينَ.
وَقَدْ بَيَّنَّا مَعْنَى الْخَاسِرِ فِيمَا مَضَى بِشَوَاهِدِهِ وَالرِّوَايَةِ فِيهِ بِمَا أَغْنَى عَنْ إِعَادَتِهِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ.


الصفحة التالية
Icon