فَتَأْوِيلُ الْكَلاَمِ إِذَنْ : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُنْقِصُوا اللَّهَ حُقُوقَهُ عَلَيْكُمْ مِنْ فَرَائِضِهِ وَلاَ رَسُولَهُ مِنْ وَاجِبِ طَاعَتِهِ عَلَيْكُمْ، وَلَكِنْ أَطِيعُوهُمَا فِيمَا أَمَرَاكُمْ بِهِ وَنَهَيَاكُمْ عَنْهُ، لاَ تُنْقِصُوهُمَا، وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ، وَتُنْقِصُوا أَدْيَانَكُمْ، وَوَاجِبَ أَعْمَالِكُمْ، وَلاَزِمَهَا لَكُمْ، وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهَا لاَزِمَةٌ عَلَيْكُمْ وَوَاجِبَةٌ بِالْحُجَجِ الَّتِي قَدْ ثَبَتَتْ لِلَّهِ عَلَيْكُمْ.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمُ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾.
يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ لِلْمُؤْمِنِينَ : وَاعْلَمُوا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمُ الَّتِي خَوَّلَكُمُوهَا اللَّهُ وَأَوْلاَدُكُمُ الَّتِي وَهَبَهَا اللَّهُ لَكُمُ اخْتِبَارٌ وَبَلاَءٌ أَعْطَاكُمُوهَا لِيَخْتَبِرَكُمْ بِهَا وَيَبْتَلِيَكُمْ لَيَنْظُرَ كَيْفَ أَنْتُمْ عَامِلُونَ مِنْ أَدَاءِ حَقِّ اللَّهِ عَلَيْكُمْ فِيهَا وَالاِنْتِهَاءِ إِلَى أَمْرِهِ وَنَهْيِهِ فِيهَا ﴿وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ يَقُولُ : وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عندَهُ خَيْرٌ وَثَوَابٌ عَظِيمٌ عَلَى طَاعَتِكُمْ إِيَّاهُ فِيمَا أَمَرَكُمْ وَنَهَاكُمْ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَوْلاَدِكُمُ الَّتِي اخْتَبَرَكُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا، وَأَطِيعُوا اللَّهَ فِيمَا لَكُمْ فِيهَا تَنَالُوا بِهِ الْجَزِيلَ مِنْ ثَوَابِهِ فِي مَعَادِكُمْ.
١٦٠١١- حَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، فِي قَوْلِهِ :﴿أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ﴾ قَالَ : مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ وَهُوَ مُشْتَمِلٌ عَلَى فِتْنَةٍ، فَمَنِ اسْتَعَاذَ مِنْكُمْ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ مُضِلاَّتِ الْفِتَنِ.