فَبَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَكِبَ فِي أَثَرِهِ، فَسَبَقَهُ كُرْزُ بْنُ جَابِرٍ، فَرَجَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَقَامَ سَنَتَهُ. ثُمَّ إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ أَقْبَلَ مِنَ الشَّأْمِ فِي عِيرٍ لِقُرَيْشٍ، حَتَّى إِذَا كَانَ قَرِيبًا مِنْ بَدْرٍ، نَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَوْحَى إِلَيْهِ :﴿وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ﴾ فَنَفَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ، وَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَلاَثُمِائَةٍ وَثَلاَثَةَ عَشَرَ رَجُلاً، مِنْهُمْ سَبْعُونَ وَمِائَتَانِ مِنَ الأَنْصَارِ، وَسَائِرُهُمْ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ. وَبَلَغَ أَبَا سُفْيَانَ الْخَبَرَ وَهُوَ بِالْبُطْمِ، فَبَعَثَ إِلَى جَمِيعِ قُرَيْشٍ وَهُمْ بِمَكَّةَ، فَنَفَرَتْ قُرَيْشٌ وَغَضِبَتْ.
١٥٧٩٩- حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ : حَدَّثَنِي حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ :﴿وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ﴾ قَالَ : كَانَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَدْ نَزَلَ، فَأَخْبَرَهُ بِمَسِيرِ قُرَيْشٍ وَهِيَ تُرِيدُ عِيرَهَا، وَوَعَدَهُ : إِمَّا الْعِيرَ، وَإِمَّا قُرَيْشًا وَذَلِكَ كَانَ بِبَدْرٍ، وَأَخَذُوا السُّقَاةَ وَسَأَلُوهُمْ، فَأَخْبَرُوهُمْ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ :﴿وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ﴾ هُمْ أَهْلُ مَكَّةَ.
١٥٨٠٠- حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ : قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ :﴿وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ﴾ إِلَى آخِرِ الآيَةِ : خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَدْرٍ وَهُمْ يُرِيدُونَ يَعْتَرِضُونَ عِيرًا لِقُرَيْشٍ قَالَ : وَخَرَجَ الشَّيْطَانُ فِي صُورَةِ سُرَاقَةَ بْنِ جُعْشُمٍ، حَتَّى أَتَى أَهْلَ مَكَّةَ، فَاسْتَغْوَاهُمْ وَقَالَ : إِنَّ مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ قَدْ عُرِضُوا لِعِيرِكُمْ، @


الصفحة التالية
Icon