وَقَالَ : لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ مَنْ مَثَلُكُمْ ؟ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ أَنْ تَكُونُوا عَلَى مَا يَكْرَهُ اللَّهُ. فَخَرَجُوا وَنَادَوْا أَنْ لاَ يَتَخَلَّفَ مِنَّا أَحَدٌ إِلاَّ هَدَمْنَا دَارَهُ وَاسْتَبَحْنَاهُ، وَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ بِالرَّوْحَاءِ عَيْنًا لِلْقَوْمِ، فَأَخْبَرَهُ بِهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ قَدْ وَعَدَكُمُ الْعِيرَ أَوِ الْقَوْمَ. فَكَانَتِ الْعِيرُ أَحَبَّ إِلَى الْقَوْمِ مِنَ الْقَوْمِ، كَانَ الْقِتَالُ فِي الشَّوْكَةِ، وَالْعِيرُ لَيْسَ فِيهَا قِتَالٌ، وَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ :﴿وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ﴾ قَالَ : الشَّوْكَةُ : الْقِتَالُ، وَغَيْرُ الشَّوْكَةِ : الْعِيرُ.
١٥٨٠١- حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ : أَنْزَلَ اللَّهُ جَلَّ وَعَزَّ :﴿وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ﴾ فَلَمَّا وَعَدَنَا إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَنَا طَابَتْ أَنْفُسُنَا. وَالطَّائِفَتَانِ : عِيرُ أَبِي سُفْيَانَ، أَوْ قُرَيْشٌ.
١٥٨٠٢- حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى قَالَ : حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَسْلَمَ أَبِي عِمْرَانَ الأَنْصَارِيِّ، أَحْسِبُهُ قَالَ : قَالَ أَبُو أَيُّوبَ :﴿وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ﴾ قَالُوا : الشَّوْكَةُ : الْقَوْمُ وَغَيْرُ الشَّوْكَةِ : الْعِيرُ، فَلَمَّا وَعَدَنَا اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ : إِمَّا الْعِيرُ، وَإِمَّا الْقَوْمُ، طَابَتْ أَنْفُسُنَا.


الصفحة التالية
Icon