١٧٤١٨- حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ عَلِيٍّ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَسْتَغْفِرُ لِأَبَوَيْهِ وَهُمَا مُشْرِكَانِ، حَتَّى نَزَلَتْ :﴿وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ﴾ إِلَى قَوْلِهِ :﴿تَبَرَّأَ مِنْهُ﴾.
وَقِيلَ :﴿وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَنْ مَوْعِدَةٍ﴾، وَمَعْنَاهُ : إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَوْعِدَةٍ، كَمَا يُقَالُ : مَا كَانَ هَذَا الأَمْرُ إِلاَّ عَنْ سَبَبِ كَذَا، بِمَعْنَى : مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ السَّبَبِ أَوْ مِنْ أَجْلِهِ، فَكَذَلِكَ قَوْلُهُ :﴿إِلاَّ عَنْ مَوْعِدَةٍ﴾ مِنْ أَجْلِ مَوْعِدَةٍ وَبَعْدَهَا.
وَقَدْ تَأَوَّلَ قَوْمٌ قَوْلَ اللَّهِ :﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى﴾ الآيَةَ، أَنَّ النَّهْيَ مِنَ اللَّهِ عَنِ الاِسْتِغْفَارِ لِلْمُشْرِكِينَ بَعْدَ مَمَاتِهِمْ، لِقَوْلِهِ :﴿مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ﴾ وَقَالُوا : ذَلِكَ لاَ يَتَبَيَّنُهُ أَحَدٌ إِلاَّ بِأَنْ يَمُوتَ عَلَى كُفْرِهِ، وَأَمَّا هُوَ حَيُّ فَلاَ سَبِيلَ إِلَى عِلْمِ ذَلِكَ، فَلِلْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لَهُمْ.


الصفحة التالية
Icon