١٧٩٣٩- كَمَا حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ : ثَنِي حَجَّاجٌ، قَالَ : قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ :﴿فَاسْتَقِيمَا﴾ فَامْضِيَا لِأَمْرِي، وَهِيَ الاِسْتِقَامَةُ قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ يَقُولُونَ : إِنَّ فِرْعَوْنَ مَكَثَ بَعْدَ هَذِهِ الدَّعْوَةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً.
وَقَوْلُهُ :﴿وَلاَ تَتَّبِعَانِ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ يَقُولُ : وَلاَ تَسْلُكَانِ طَرِيقَ الَّذِينَ يَجْهَلُونَ حَقِيقَةَ وَعَدِي، فَتَسْتَعْجِلاَنِ قَضَائِي، فَإِنَّ وَعَدِيَ لاَ خَالِفَ لَهُ، وَإِنَّ وَعِيدِيَ نَازِلٌ بِفِرْعَونَ وَعَذَابِي وَاقِعٌ بِهِ وَبِقَوْمِهِ.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾.
يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : وَقَطَعْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ حَتَّى جَاوَزُوهُ. ﴿فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ﴾ يَقُولُ : فَتَبِعَهُمْ فِرْعَوْنُ ﴿وَجُنُودُهُ﴾ يُقَالُ مِنْهُ : اتَّبَعْتُهُ وَتَبِعْتُهُ بِمَعْنَى وَاحِدٍ.
وَقَدْ كَانَ الْكَسَائِيُّ فِيمَا ذَكَرَ أَبُو عُبَيْدٍ عَنْهُ يَقُولُ : إِذَا أُرِيدَ أَنَّهُ أَتْبَعَهُمْ خَيْرًا أَوْ شَرًّا فَالْكَلاَمُ أَتْبَعَهُمْ بِهَمْزِ الأَلِفِ، وَإِذَا أُرِيدَ اتَّبَعَ أَثَرَهُمْ أَوْ اقْتَدَى بِهِمْ فَإِنَّهُ مِنْ اتَّبَعْتُ مُشَدَّدَةُ التَّايِ غَيْرُ مَهْمُوزَةِ الأَلِفِ.


الصفحة التالية
Icon