يُقَالُ مِنْهُ : اسْتَغْشَى ثَوْبَهُ وَتَغْشَّاهُ، قَالَ اللَّهُ :﴿وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ﴾ وَقَالَتِ الْخَنْسَاءُ :

أَرْعَى النُّجُومَ وَمَا كُلِّفْتُ رِعْيَتَهَا وَتَارَةً أَتَغَشَّى فَضْلَ أَطْمَارِي
﴿يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ﴾ يَقُولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : يَعْلَمُ مَا يُسِرُّ هَؤُلاَءِ الْجَهَلَةُ بِرَبِّهِمْ، الظَّانُّونَ أَنَّ اللَّهَ يَخْفَى عَلَيْهِ مَا أَضْمَرَتْهُ صُدُورُهُمْ إِذَا حَنَوْهَا عَلَى مَا فِيهَا وَثَنَوْهُ، وَمَا تَنَاجَوْهُ بَيْنَهُمْ فَأَخْفُوهُ ﴿وَمَا يُعْلِنُونَ﴾ سَوَاءٌ عِنْدَهُ سَرَائِرُ عِبَادِهِ وَعَلاَنِيَتُهُمْ ﴿إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾ يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : إِنَّ اللَّهَ ذُو عِلْمٍ بِكُلِّ مَا أَخْفَتْهُ صُدُورِ خَلْقِهِ مِنْ إِيمَانٍ، وَكُفْرٍ وَحَقٍّ وَبَاطِلٍ وَخَيْرٍ وَشَرٍّ، وَمَا تَسْتَجِنُّهُ مِمَّا لَمْ يُجِنَّهُ بَعْدُ.
١٨٠٤٠- كَمَا حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ : ثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ :﴿أَلاَ حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ﴾ يَقُولُ : يُغَطُّونَ رُءُوسَهُمْ.
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : فَاحْذَرُوا أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْكُمْ رَبُّكُمْ، وَأَنْتُمْ مُضْمِرُونَ فِي صُدُورِكُمُ الشَّكَّ فِي شَيْءٍ مِنْ تَوْحِيدِهِ أَوْ أَمْرِهِ أَوْ نَهْيِهِ، أَوْ فِيمَا أَلْزَمَكُمُ الإِيمَانَ بِهِ وَالتَّصْدِيقَ، فَتَهْلِكُوا بِاعْتِقَادِكُمْ ذَلِكَ.


الصفحة التالية
Icon