وَلِذَلِكَ قِيلَ لِلْمُتَوَجِّعِ مِنْ أَلَمٍ أَوْ مَرَضٍ : لِمَ تَتَأَوَّهُ ؟ كَمَا قَالَ الْمُثَقَّبُ الْعَبْدِيُّ :

إِذَا مَا قُمْتُ أَرْحَلُهَا بِلَيْلٍ تَأَوَّهُ آهَةَ الرَّجُلِ الْحَزِينِ
وَمِنْهُ قَوْلُ الْجَعْدِيِّ :
ضَرُوحٌ مَرُوحٌ تَتْبَعُ الْوُرْقَ بَعْدَمَا يُعَرِّسْنَ تَشْكُو آهَةً وَتَذَمُّرَا
وَلاَ تَكَادُ الْعَرَبُ تَنْطِقُ مِنْهُ بِفِعْلِ يَفْعَلُ، وَإِنَّمَا تَقُولُ فِيهِ : تَفَعَّلَ يَتَفَعَّلُ، مِثْلُ تَأَوَّهُ يَتَأَوَّهُ، وَأَوَّهُ يُؤَوِّهُ، كَمَا قَالَ الرَّاجِزُ :
فَأَوَّهَ الرَّاعِي وَضَوْضَى أَكْلُبُهْ
وَقَالُوا أَيْضًا : أَوَّهْ مِنْكَ ذَكَرَ الْفَرَّاءُ أَنَّ أَبَا الْجَرَّاحِ أَنْشَدَهُ :
فَأَوَّهْ مِنَ الذِّكْرَى إِذَا مَا ذَكَرْتُهَا وَمِنْ بُعْدِ أَرْضٍ بَيْنَنَا وَسَمَاءِ
قَالَ : وَرُبَّمَا أَنْشَدَنَا فَأَوَّ مِنَ الذِّكْرَى بِغَيْرِ هَاءٍ. وَلَوْ جَاءَ فَعَلَ مِنْهُ عَلَى الأَصْلِ لَكَانَ آهَ يَئُوهُ أَوَّهَا.


الصفحة التالية
Icon