الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿وَإِنْ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾.
اخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ ذَلِكَ، فَقَرَأَتْهُ جَمَاعَةٌ مِنْ قُرَّاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَالْكُوفَةِ :﴿وَإِنَّ﴾ مُشَدَّدَةً ﴿كُلًّا لَمَّا﴾ مُشَدَّدَةً.
وَاخْتَلَفَتْ أَهْلُ الْعَرَبِيَّةِ فِي مَعْنَى ذَلِكَ، فَقَالَ بَعْضُ نَحْوِيِّي الْكُوفِيِّينَ : مَعْنَاهُ إِذَا قُرِئَ كَذَلِكَ وَإِنَّ كُلًّا لَمِمَّا لِيُوَفِّيهِمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ، وَلَكِنْ لَمَّا اجْتَمَعَتِ الْمِيمَاتُ حُذِفَتْ وَاحِدَةٌ فَبَقِيَتْ ثِنْتَانِ، فَأُدْغِمَتْ وَاحِدَةٌ فِي الأُخْرَى، كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ :
وَإِنِّيَ لَمَّا أُصْدِرُ الأَمْرَ وَجْهَهُ | إِذَا هُوَ أَعْيَا بِالنَّبِيلِ مَصَادِرُهُ |
ثُمَّ تُخَفَّفُ، كَمَا قَرَأَ بَعْضُ الْقُرَّاءِ : وَالْبَغْي يَّعِظُكُمْ يُخَفِّفُ الْيَاءَ مَعَ الْيَاءِ، وَذُكِرَ أَنَّ الْكَسَائِيَّ أَنْشَدَهُ :
وَأَشْمَتَّ الْعُدَاةَ بِنَا فَأَضْحَوْا | لَدَيْ يَتَبَاشَرُونَ بِمَا لَقَيْنَا@ |
الصفحة التالية