وَقَدْ قَرَأَ ذَلِكَ بَعْضُ قُرَّاءِ الْكُوفِيِّينَ : وَإِنْ كُلًّا بِتَخْفِيفِ إِنْ وَنَصْبِ كُلًّا ﴿لَمَّا﴾ مُشَدَّدَةٌ.
وَزَعَمَ بَعْضُ أَهْلُ الْعَرَبِيَّةِ أَنَّ قَارِئَ ذَلِكَ كَذَلِكَ أَرَادَ إِنَّ الثَّقِيلَةَ فَخَفَّفَهَا. وَذَكَرَ عَنْ أَبِي زَيْدٍ الْبَصْرِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ : كَأَنْ ثَدْيَيْهِ حُقَّانٍ، فَنُصِبَ بِ كَأَنْ، وَالنُّونُ مُخَفَّفَةً مِنْ كَأَنْ ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
وَوَجْهٌ مُشْرِقُ النَّحْرِ | كَأَنْ ثَدْيَيْهِ حُقَّانِ |
وَقَدْ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ قَارِئُ ذَلِكَ كَذَلِكَ قَصَدَ الْمَعْنَى الَّذِي حَكَيْنَاهُ عَنْ قَارِئِ الْكُوفَةِ مِنْ تَخْفِيفِهِ نُونَ إِنَّ وَهُوَ يُرِيدُ تَشْدِيدَهَا، وَيُرِيدُ بِمَا الَّتِي فِي لَمَّا الَّتِي تَدْخُلُ فِي الْكَلاَمِ صِلَةً، وَأَنْ يَكُونَ قَصَدَ إِلَى تَحْمِيلِ الْكَلاَمِ مَعْنَى : وَإِنْ كُلًّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ.