١٨٧٨٢- حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ : ثَنِي حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو سَوَاءً.
وَأَوْلَى الأَقْوَالِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ أَنْ يُقَالَ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ أَخْبَرَ أَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ سَلَفَتْ فَكَفَرُوا بِاللَّهِ، اتَّبَعُوا مَا أُنْظِرُوا فِيهِ مِنْ لِذَاتِ الدُّنْيَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَفَرُوا بِاللَّهِ وَاتَّبَعُوا مَا أُنْظِرُوا فِيهِ مِنْ لِذَاتِ الدُّنْيَا، فَاسْتَكْبَرُوا عَنْ أَمْرِ اللَّهِ، وَتَجَبَّرُوا، وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ ؛
وَذَلِكَ أَنَّ الْمُتْرَفَ فِي كَلاَمِ الْعَرَبِ : هُوَ الْمُنْعِمُ الَّذِي قَدْ غُذِّيَ بِاللَّذَّاتِ، وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ :
تُهْدِي رُءُوسُ الْمُتْرَفِينَ الصُّدَّادْ | إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْمُمْتَادْ |
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ﴾.
يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : وَمَا كَانَ رَبُّكَ يَا مُحَمَّدُ لِيُهْلِكَ الْقُرَى الَّتِي أَهْلَكَهَا، الَّتِي قَصَّ عَلَيْكَ نَبَأَهَا، ظُلْمًا وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ فِي أَعْمَالِهِمْ، غَيْرُ مُسِيئِينَ، فَيَكُونُ إِهْلاَكُهُ إِيَّاهُمْ مَعَ إِصْلاَحِهِمْ فِي أَعْمَالِهِمْ وَطَاعَتِهِمْ رَبَّهُمْ ظُلْمًا، وَلَكِنَّهُ أَهْلَكَهَا بِكُفْرِ أَهْلِهَا بِاللَّهِ، وَتَمَادِيهِمْ فِي غَيِّهِمْ، وَتَكْذِيبِهِمْ رُسُلَهُمْ وَرُكُوبِهِمُ السَّيِّئَاتِ.