١١١٧- حدثنا ابن البرقى قال : حدثنا عمرو بن أبى سلمه، عن سعيد بن عبد العزيز فى قول الله عز وجل :﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ﴾ قال هى منسوخه، نسختها :﴿ وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا﴾.
وَهَذَا الْخَبَرُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ يَرَى أَنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ كَانَ قَدْ وَعَدَ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ عَلَى عَمَلِهِ فِي الآخِرَةِ الْجَنَّةَ، ثُمَّ نَسَخَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ :﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ﴾.
فَتَأْوِيلُ الآيَةِ إِذًا عَلَى مَا ذَكَرْنَا عَنْ مُجَاهِدٍ وَالسُّدِّيِّ : إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ، وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ﴿فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾.
وَالَّذِي قُلْنَا مِنَ التَّأْوِيلِ الأَوَّلِ أَشْبَهُ بِظَاهِرِ التَّنْزِيلِ ؛ لِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ لَمْ يُخَصِّصْ بِالأَجْرِ عَلَى الْعَمَلِ الصَّالِحِ مَعَ الإِيمَانِ بَعْضَ خَلْقِهِ دُونَ بَعْضٍ مِنْهُمْ، وَالْخَبَرُ بِقَوْلِهِ :﴿مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ﴾ عَنْ جَمِيعِ من ذَكَرَ فِي أَوَّلِ الآيَةِ.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ﴾
الْمِيثَاقُ : الْمِفْعَالُ مِنَ الْوَثِيقَةِ إِمَّا بِيَمِينٍ، وَإِمَّا بِعَهْدٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْوَثَائِقِ.