وَالْهَاءُ الَّتِي فِي بِهِ عَائِدَةٌ عَلَى الْمَاءِ، وَالْهَاءُ وَالأَلِفُ فِي قَوْلِهِ :﴿بَعْدَ مَوْتِهَا﴾ عَلَى الأَرْضِ، وَمَوْتُ الأَرْضِ : خَرَابُهَا وَدُثُورُ عِمَارَتِهَا، وَانْقِطَاعُ نَبَاتِهَا الَّذِي هُوَ لِلْعِبَادِ أَقْوَاتٌ، وَلِلأَنَامِ أَرْزَاقٌ.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ﴾.
يَعْنِي تَعَالَى ذِكْرُهُ بِقَوْلِهِ :﴿وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ﴾ وَإِنَّ فِيمَا بَثَّ فِي الأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ.
وَمَعْنَى قَوْلِهِ، ﴿وَبَثَّ فِيهَا﴾ وَفَرَّقَ فِيهَا، مِنْ قَوْلِ الْقَائِلِ : بَثَّ الأَمِيرُ سَرَايَاهُ : يَعْنِي فَرَّقَ.
وَالْهَاءُ وَالأَلِفُ فِي قَوْلِهِ : فِيهَا عَائِدَتَانِ عَلَى الأَرْضِ.
وَالدَّابَّةُ الْفَاعِلَةُ مِنْ قَوْلِ الْقَائِلِ دَبَّتِ الدَّابَّةُ تَدُبُّ دَبِيبًا فَهِيَ دَابَّةٌ، وَالدَّابَّةُ اسْمٌ لِكُلِّ ذِي رُوحٍ كَانَ غَيْرَ طَائِرٍ بِجَنَاحَيْهِ لِدَبِيبِهِ عَلَى الأَرْضِ.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ﴾.
يَعْنِي تَعَالَى ذِكْرُهُ بِقَوْلِهِ :﴿وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ﴾ وَفِي تَصْرِيفِهِ الرِّيَاحَ، فَأَسْقَطَ ذِكْرَ الْفَاعِلَ وَأَضَافَ الْفِعْلَ إِلَى الْمَفْعُولِ، كَمَا قَالَ : يُعْجِبُنِي إِكْرَامُ أَخِيكَ، يُرِيدُ إِكْرَامَكَ أَخَاكَ.
وَتَصْرِيفُ اللَّهِ إِيَّاهَا : أَنْ يُرْسِلَهَا مَرَّةً لَوَاقِحَ، وَمَرَّةً يَجْعَلُهَا عَقِيمًا، وَيَبْعَثُهَا عَذَابًا تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا.
٢٤١٦- كَمَا حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلِهِ :﴿وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ﴾ قَالَ قَادِرٌ وَاللَّهِ رَبِّنَا عَلَى ذَلِكَ، إِذَا شَاءَ جَعَلَهَا عَذَابًا رِيحًا عَقِيمًا لاَ تُلْقِحُ، إِنَّمَا هِيَ عَذَابٌ عَلَى مَنْ أُرْسِلَتْ عَلَيْهِ.


الصفحة التالية
Icon