٢٤٥٩- وَأَمَّا تَأْوِيلُ قَوْلِهِ :﴿اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ﴾ فَإِنَّهُ : اعْمَلُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ عَلَى رَسُولِهِ، فَأَحَلُّوا حَلاَلَهُ وَحَرَّمُوا حَرَامَهُ، وَاجْعَلُوهُ لَكُمْ إِمَامًا تَأْتَمُّونَ بِهِ، وَقَائِدًا تَتَّبِعُونَ أَحْكَامَهُ.
وَقَوْلُهُ :﴿أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا﴾ يَعْنِي وَجَدْنَا كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ :.

فَأَلْفَيْتُهُ غَيْرَ مُسْتَعْتِبٍ وَلاَ ذَاكِرِ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاَ
يَعْنِي وَجَدْتُهُ.
٢٤٦٠- وَكَمَا حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا﴾ أَيْ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا.
٢٤٦١- حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ، مِثْلَهُ.
فَمَعْنَى الآيَةِ : وَإِذَا قِيلَ لِهَؤُلاَءِ الْكُفَّارِ كُلُوا مِمَّا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَدَعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَطَرِيقَهُ وَاعْمَلُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كِتَابِهِ، اسْتَكْبَرُوا عَنِ الإِذْعَانِ لِلْحَقِّ، وَقَالُوا : بَلْ نَأْتَمُّ بِآبَائِنَا فَنَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَاهُمْ عَلَيْهِ مِنْ تَحْلِيلِ مَا كَانُوا يُحِلُّونَ وَتَحْرِيمِ مَا كَانُوا يُحَرِّمُونَ ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ :﴿أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ﴾ يَعْنِي آبَاءَ هَؤُلاَءِ الْكُفَّارِ الَّذِينَ مَضَوْا عَلَى كُفْرِهِمْ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئًا مِنْ دَيْنِ اللَّهِ وَفَرَائِضِهِ وَأَمْرِهِ وَنَهْيِهِ، @


الصفحة التالية
Icon