٢٥٠٩- حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ : حَدَّثَنِي حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَوْلِهِ ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ﴾ وَالَّتِي فِي آلِ عِمْرَانَ :﴿إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً﴾ نَزَلَتَا جَمِيعًا فِي يَهُودَ.
وَأَمَّا تَأْوِيلُ قَوْلِهِ :﴿وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً﴾ فَإِنَّهُ يَعْنِي : يَبْتَاعُونَ بِهِ. وَالْهَاءُ الَّتِي فِي بِهِ مِنْ ذِكْرِ الْكِتْمَانِ، فَمَعْنَاهُ : ويبْتَاعُون بِكِتْمَانِهِمْ مَا كَتَمُوا النَّاسَ مِنْ أَمْرِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَمْرِ نُبُوَّتِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً. وَذَلِكَ أَنَّ الَّذِي كَانُوا يُعْطُونَ عَلَى تَحْرِيفِهِمْ كِتَابَ اللَّهِ وَتَأْوِيلِهِمُوهُ عَلَى غَيْرِ وَجْهِهِ وَكِتْمَانِهِمُ الْحَقَّ فِي ذَلِكَ الْيَسِيرِ مِنْ عَرَضِ الدُّنْيَا.
٢٥١٠- كَمَا حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَمْرٌو، قَالَ : حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ :﴿وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً﴾ قَالَ كَتَمُوا اسْمَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَخَذُوا عَلَيْهِ طَمَعًا قَلِيلاً، فَهُوَ الثَّمَنُ الْقَلِيلُ.
وَقَدْ بَيَّنْتُ فِيمَا مَضَى معنى اشْتِرَائِهِمْ ذَلِكَ بِمَا أَغْنَى عَنْ إِعَادَتِهِ.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾.