_____حاشية_____
(١) هذه الفقرة لم ترد في طبعة دار هَجَر، وأثبتناها عن طبعة دار الفكر ٢/٦٢.
٢٤١٥- حَدَّثَنِي مُوسَى، قَالَ : حَدَّثَنَا عَمْرٌو، قَالَ : حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ﴾ فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : غَيِّرْ لَنَا الصَّفَا ذَهَبًا إِنْ كُنْتَ صَادِقًا ايهُ مِنْك فَقَالَ اللَّهُ : إِنَّ فِي هَذِا الآيَاتِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ. وَقَالَ : قَدْ سَأَلَ الآيَاتِ قَوْمٌ قَبْلَكُمْ، ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ.
وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ، أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ نَبَّهَ عِبَادَهُ عَلَى الدَّلاَلَةِ عَلَى وَحْدَانِيَّتِهِ وَتَفَرُّدِهِ بِالأُلُوهِيَّةِ دُونَ كُلِّ مَا سِوَاهُ مِنَ الأَشْيَاءِ بِهَذِهِ الآيَةِ. وَجَائِزٌ أَنْ تَكُونَ نَزَلَتْ فِيمَا قَالَهُ عَطَاءٌ، وَجَائِزٌ أَنْ تَكُونَ فِيمَا قَالَهُ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَأَبُو الضُّحَى، وَلاَ خَبَرَ عِنْدَنَا بِتَصْحِيحِ قَوْلِ أَحَدِ الْفَرِيقَيْنِ يَقْطَعُ الْعُذْرَ فَيَجُوزُ أَنْ يَقْضِيَ أَحَدٌ لِأَحَدِ الْفَرِيقَيْنِ بِصِحَّةِ قَوْلٍ عَلَى الآخَرِ. وَأَيُّ الْقَوْلَيْنِ كَانَ صَحِيحًا فَالْمُرَادُ مِنَ الآيَةِ مَا قُلْتُ.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ﴾.
يَعْنِي تَعَالَى ذِكْرُهُ بِقَوْلِهِ :﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ إِنَّ فِي إِنْشَاءِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَابْتِدَاعِهِمَا. وَمَعْنَى خَلْقِ اللَّهِ الأَشْيَاءَ : ابْتِدَاعُهُ وَإِيجَادُهُ إِيَّاهَا بَعْدِ أَنْ لَمْ تَكُنْ مَوْجُودَةً.


الصفحة التالية
Icon