٤٥٣٥- حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ : سَأَلْتُ الْحَكَمَ، عَنْ رَجُلٍ : قَالَ لاِمْرَأَتِهِ : وَاللَّهِ لأَغِيظَنَّكِ فَتَرَكَهَا أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ. قَالَ : هُوَ إِيلاَءٌ.
٤٥٣٦- حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ : حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ : سَمِعْتُ شُعْبَةَ قَالَ : سَأَلْتُ الْحَكَمَ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ.
٤٥٣٧- حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، قَالَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ : قَالَ ابْنُ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ : أَنَّهُ إِنْ حَلَفَ رَجُلٌ أَنْ لاَ يُكَلِّمَ امْرَأَتَهُ يَوْمًا أَوْ شَهْرًا، قَالَ : فَإِنَّا نَرَى ذَلِكَ يَكُونُ إِيلاَءً، وَقَالَ : إِلاَّ أَنْ يَكُونَ حَلَفَ أَنْ لاَ يُكَلِّمَهَا، فَكَانَ يَمَسَّهَا فَلاَ نَرَى ذَلِكَ يَكُونُ مِنَ الإِيلاَءِ وَالْفَيْءُ أَنْ يَفِيءَ إِلَى امْرَأَتِهِ فَيُكَلِّمَهَا، أَوْ يَمَسَّهَا، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ قَبْلَ أَنْ تَمْضِيَ الأَرْبَعَةُ الأَشْهُرُ فَقَدْ فَاءَ ؛ وَمَنْ فَاءَ بَعْدَ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ وَهِيَ فِي عِدَّتِهَا فَقَدْ فَاءَ وَمَلَكَ امْرَأَتَهُ، غَيْرَ أَنَّهُ مَضَتْ لَهَا تَطْلِيقَةٌ.
وَعِلَّةُ مَنْ قَالَ : إِنَّمَا الإِيلاَءُ فِي الْغَضَبِ، وَالضِّرَارِ، أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ إِنَّمَا جَعَلَ الأَجَلَ الَّذِي أَحَلَّ فِي الإِيلاَءِ مَخْرَجًا لِلْمَرْأَةِ مِنْ عَضْلِ الرَّجُلِ، وَضِرَارِهِ إِيَّاهَا فِيمَا لَهَا عَلَيْهِ مِنْ حُسْنِ الصُّحْبَةِ، وَالْعِشْرَةِ بِالْمَعْرُوفِ. وَإِذَا لَمْ يَكُنِ الرَّجُلُ لَهَا عَاضِلاً، وَلاَ مُضَارًّا بِيَمِينِهِ وَحَلِفِهِ عَلَى تَرْكِ جِمَاعِهَا، بَلْ كَانَ طَالِبًا بِذَلِكَ رِضَاهَا، وَقَاضِيًا بِذَلِكَ حَاجَتَهَا، لَمْ يَكُنْ بِيَمِينِهِ تِلْكَ مُوَلِّيًا، لِأَنَّهُ لاَ مَعْنَى هُنَالِكَ لْحقُ الْمَرْأَةَ بِهِ مِنْ قِبَلِ بَعْلِهَا مُسَاءَةٌ وَسُوءُ عَشْرَةٍ، فَيَجْعَلُ الأَجَلَ الَّذِي جَعَلَ للْمُولِي لَهَا مَخْرَجًا مِنْهُ.
وَأَمَّا عِلَّةُ مَنْ قَالَ : الإِيلاَءُ فِي حَالِ الْغَضَبِ وَالرِّضَا سَوَاءٌ عُمُومُ الآيَةِ، وَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ لَمْ يُخَصِّصْ مِنْ قَوْلِهِ :﴿لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ﴾ بَعْضًا دُونَ بَعْضٍ، بَلْ عَمَّ بِهِ كُلَّ مُؤْلٍ مُقْسِمٍ، @


الصفحة التالية
Icon