ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
٦٣١١- حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ :﴿وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ﴾ فَتُرْبُونَ، ﴿وَلاَ تُظْلَمُونَ﴾ فَتُنْقَصُونَ.
٦٣١٢- وَحَدَّثني يُونُسُ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ : قَالَ ابْنُ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ :﴿فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ﴾ قَالَ : لاَ تُنْقَصُونَ مِنْ أَمْوَالِكُمْ، وَلاَ تَأْخُذُونَ بَاطِلاً لاَ يَحِلُّ لَكُمْ.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُم تَعْلَمُونَ﴾
يَعْنِي جَلَّ ثناؤُهُ بِذَلِكَ : وَإِنْ كَانَ مِمَّنْ تَقْبِضُونَ مِنْهُ مِنْ غُرَمَائِكُمْ رُءُوسَ أَمْوَالِكُمْ ذُو عُسْرَةٍ، يَعْنِي مُعْسِرًا بِرُءُوسِ أَمْوَالِكُمُ الَّتِي كَانَتْ لَكُمْ عَلَيْهِمْ قَبْلَ الإِرْبَاءِ، فَأَنْظِرُوهُمْ إِلَى مَيْسَرَتِهِمْ،
وَقَوْلُهُ :﴿ذُو عُسْرَةٍ﴾ مَرْفُوعٌ بِكَانَ، فَالْخَبَرُ مَتْرُوكٌ، وَهُوَ مَا ذَكَرْنَا، وَإِنَّمَا صَلُحَ تَرْكُ خَبَرِهَا مِنْ أَجْلِ أَنَّ النَّكِرَاتِ تُضْمِرُ لَهَا الْعَرَبُ أَخْبَارَهَا، وَلَوْ وُجِّهَتْ كَانَ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ إِلَى أَنَّهَا بِمَعْنَى الْفِعْلِ الْمُكْتَفِي بِنَفْسِهِ التَّامِّ، لَكَانَ وَجْهًا صَحِيحًا، وَلَمْ يَكُنْ بِهَا حَاجَةٌ حِينَئِذٍ إِلَى خَبَرٍ، فَيَكُونُ تَأْوِيلُ الْكَلاَمِ عِنْدَ ذَلِكَ : وَإِنْ وُجِدَ ذُو عُسْرَةٍ مِنْ غُرَمَائِكُمْ بِرُءُوسِ أَمْوَالِكُمْ، فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ.
وَقَدْ ذُكِرَ أَنَّ ذَلِكَ فِي قِرَاءَةِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ : وَإِنْ كَانَ ذَا عُسْرَةٍ بِمَعْنَى : وَإِنْ كَانَ الْغَرِيمُ ذَا عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ، وَذَلِكَ وَإِنْ كَانَ فِي الْعَرَبِيَّةِ جَائِزًا فَغَيْرُ جَائِزَةٍ الْقِرَاءَةُ بِهِ عِنْدَنَا لِخِلاَفِهِ خُطُوطَ مَصَاحِفِ الْمُسْلِمِينَ.


الصفحة التالية
Icon