٧٩٩٢- حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ : حَدَّثَنِي حَجَّاجٌ، قَالَ : قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ : قَالَ : أَهْلُ الْمَرَضِ وَالاِرْتِيَابِ وَالنِّفَاقِ حِينَ فَرَّ النَّاسُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَدْ قُتِلَ مُحَمَّدٌ، فَالْحَقُوا بِدِينِكُمُ الأَوَّلِ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ
وَمَعْنَى الْكَلاَمِ : وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ، أَفَتَنْقَلِبُونَ عَلَى أَعْقَابِكُمْ إِنْ مَاتَ مُحَمَّدٌ أَوْ قُتِلَ ؟ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا فَجَعَلَ الاِسْتِفْهَامَ فِي حَرْفِ الْجَزَاءِ وَمَعْنَاهُ أَنْ يَكُونَ فِي جَوَابِهِ خَبَرٌ وَكَذَلِكَ كُلُّ اسْتِفْهَامٍ دَخَلَ عَلَى جَزَاءٍ، فَمَعْنَاهُ أَنْ يَكُونَ فِي جَوَابِهِ خَبَرٌ لِأَنَّ الْجَوَابَ خَبَرٌ يَقُومُ بِنَفْسِهِ وَالْجَزَاءَ شَرْطٌ لِذَلِكَ الْخَبَرِ ثُمَّ يُجْزَمُ جَوَابُهُ وَهُوَ كَذَلِكَ، وَمَعْنَاهُ الرَّفْعُ لِمَجِيئِهِ بَعْدَ الْجَزَاءِ، كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ :.

حَلَفْتُ لَهُ إِنْ تُدْلِجِ اللَّيْلَ لاَ يَزَلْ أَمَامَكَ بَيْتٌ مِنْ بُيُوتِيَ سَائِرُ
فَمَعْنَى لاَ يَزَلْ رَفْعٌ، وَلَكِنَّهُ جُزِمَ لِمَجِيئِهِ بَعْدَ الْجَزَاءِ فَصَارَ كَالْجَوَابِ، وَمِثْلُهُ :﴿أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ﴾ وَ ﴿فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ﴾، وَلَوْ كَانَ مَكَانَ ﴿فَهُمُ الْخَالِدُونَ﴾ يَخْلُدُونَ ؛ وَقِيلَ : أَفَإِنْ مُتَّ يَخْلُدُوا جَازَ الرَّفْعُ فِيهِ وَالْجَزْمُ، وَكَذَلِكَ لَوْ كَانَ مَكَانَ ﴿انْقَلَبْتُمْ﴾ تَنْقَلِبُوا جَازَ الرَّفْعُ وَالْجَزْمُ لِمَا وَصَفْتُ قَبْلُ، وَتُرِكَتْ إِعَادَةُ الاِسْتِفْهَامِ ثَانِيَةً مَعَ قَوْلِهِ :﴿انْقَلَبْتُمْ﴾ اكْتِفَاءً بِالاِسْتِفْهَامِ فِي أَوَّلِ الْكَلاَمِ وَأَنَّ الاِسْتِفْهَامَ فِي أَوَّلِهِ دَالٌّ عَلَى مَوْضِعِهِ وَمَكَانِهِ.


الصفحة التالية
Icon