وَأَمَّا قَوْلُهُ :﴿وَسَنَجْزِيِ الشَّاكِرِينَ﴾ يَقُولُ : وَسَأُثِيبُ مَنْ شَكَرَ لِي مَا أَوْلَيْتُهُ مِنْ إِحْسَانِي إِلَيْهِ بِطَاعَتِهِ إِيَّايَ وَانْتِهَائِهِ إِلَى أَمْرِي وَتَجَنُّبِهِ مَحَارِمِي فِي الآخِرَةِ مِثْلَ الَّذِي وَعَدْتُ أَوْلِيَائِي مِنَ الْكَرَامَةِ عَلَى شُكْرِهِمْ إِيَّايَ
٧٩٩٥- وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ فِي ذَلِكَ. بِمَا : حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ :﴿وَسَنَجْزِيِ الشَّاكِرِينَ﴾ أَيْ ذَلِكَ جَزَاءُ الشَّاكِرِينَ، يَعْنِي بِذَلِكَ إِعْطَاءَ اللَّهِ إِيَّاهُ مَا وَعْدَهُ فِي الآخِرَةِ مَعَ مَا يُجْرِي عَلَيْهِ مِنَ الرِّزْقِ فِي الدُّنْيَا.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ﴾
اخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ ذَلِكَ، فَقَرَأَهُ بَعْضُهُمْ :﴿وَكَأَيِّنْ﴾ بِهَمْزِ الأَلْفِ وَتَشْدِيدِ الْيَاءِ وَقَرَأَهُ آخَرُونَ : بِمَدِّ الأَلْفِ وَتَخْفِيفِ الْيَاءِ.
وَهُمَا قِرَاءَتَانِ مَشْهُورَتَانِ فِي قِرَاءَةِ الْمُسْلِمِينَ، وَلُغَتَانِ مَعْرُوفَتَانِ لاَ اخْتِلاَفَ فِي مَعْنَاهُمَا، فَبِأَيِّ الْقِرَاءَتَيْنِ قَرَأَ ذَلِكَ قَارِئٌ فَمُصِيبٌ، لاِتِّفَاقِ مَعْنَى ذَلِكَ وَشُهْرَتِهِمَا فِي كَلاَمِ الْعَرَبِ، وَمَعْنَاهُ : وَكَمْ مِنْ نَبِيٍّ.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ﴾
اخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ قَوْلِهِ :﴿قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ﴾ ؛ فَقَرَأَ ذَلِكَ جَمَاعَةٌ مِنْ قُرَّاءِ الْحِجَازِ وَالْبَصْرَةِ :(قُتِلَ) بِضَمِّ الْقَافِ، وَقَرَأَهُ جَمَاعَةٌ أُخْرَى بِفَتْحِ الْقَافِ وَبِالأَلِفِ، وَهِيَ قِرَاءَةُ جَمَاعَةٍ مِنْ قُرَّاءِ الْحِجَازِ وَالْكُوفَةِ.


الصفحة التالية
Icon