الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا﴾
يَعْنِي بِقَوْلِهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ :﴿إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً﴾ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَنْ كَانَ ذَا خُيَلاَءَ وَلِلْمُخْتَالِ الْمُفْتَعِلِ مِنْ قَوْلِكَ : خَالَ الرَّجُلِ فَهُوَ يَخُولُ خَوَلاً وَخَالاً، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :.
فَإِنْ كُنْتَ سَيِّدَنَا سُدْتَنَا | وَإِنْ كُنْتَ لِلْخَالِ فَاذْهَبْ فَخَلْ |
وَالْخَالِ ثَوْبٌ مِنْ ثِيَابِ الْجُهَّالْ
وَأَمَّا الْفَخُورُ : فَهُوَ الْمُفْتَخِرُ عَلَى عِبَادِ اللَّهِ بِمَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنْ آلاَئِهِ، وَبَسَطَ لَهُ مِنْ فَضْلِهِ، وَلاَ يَحْمَدُ عَلَى مَا آتَاهُ مِنْ طَوْلِهِ، وَلَكِنَّهُ بِهِ مُخْتَالٌ مُسْتَكْبِرٍ، وَعَلَى غَيْرِهِ بِهِ مُسْتَطِيلٌ مُفْتَخِرٌ. كَمَا :.
٩٥٤٣- حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ : حَدَّثَنَا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ :﴿إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً﴾ قَالَ : مُتَكَبِّرًا فَخُورًا قَالَ : يَعُدُّ مَا أُعْطِيَ، وَهُوَ لا يَشْكُرُ اللَّهَ.
٩٥٤٤- حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَاقِدٍ أَبِي رَجَاءٍ الْهَرَوِيِّ، قَالَ : لا تَجِدُه سَيِّئَ الْمَلَكَةِ إِلاَّ وَجَدْتَهُ مُخْتَالاً فَخُورًا، وَتَلاَ :﴿وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا﴾ وَلاَ عَاقًّا إِلاَّ وَجَدْتَهُ جَبَّارًا شَقِيًّا، وَتَلاَ :﴿وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا﴾.