٩٥٧٢- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْوَزِيرِ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لاِبْنِ مَسْعُودٍ : أَقْرَأْ عَلَيَّ قَالَ : أَقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ ؟ قَالَ : إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي. قَالَ : فَقَرَأَ ابْنُ مَسْعُودٍ النِّسَاءَ، حَتَّى بَلَغَ :﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاَءِ شَهِيدًا﴾ قَالَ : اسْتَعْبَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَفَّ ابْنُ مَسْعُودٍ.
قَالَ الْمَسْعُودِيُّ : فَحَدَّثني جَعْفَرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ أَبِيهِ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مَا دُمْتُ فِيهِمْ، فَإِذَا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضَ وَلاَ يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا﴾
يَعْنِي بِذَلِكَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : يَوْمَ نَجِيءُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ، وَنَجِيءُ بِكَ عَلَى أُمَّتِكَ يَا مُحَمَّدُ شَهِيدًا ﴿يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ يَقُولُ : يَتَمَنَّى الَّذِينَ جَحَدُوا وَحْدَانِيَّةَ اللَّهِ وَعَصَوْا رَسُولَهُ، لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ.
وَاخْتَلَفَ الْقُرَّاءَ فِي قِرَاءَةِ ذَلِكَ، فَقَرَأَتْهُ عَامَّةُ قُرَّاءِ أَهْلِ الْحِجَازِ وَمَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ :(لَوْ تَسَّوَّى بِهِمُ الأَرْضُ) بِتَشْدِيدِ السِّينِ وَالْوَاوِ وَفَتْحِ التَّاءِ، بِمَعْنَى : لَوْ تَتَسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ، ثُمَّ أُدْغِمَتِ التَّاءُ الثَّانِيَةُ فِي السِّينِ، يُرَادُ بِهِ : أَنَّهُمْ يَودُّونَ لَوْ صَارُوا تُرَابًا، فَكَانُوا سَوَاءً هُمْ وَالأَرْضُ.


الصفحة التالية
Icon