وَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ كَانَتِ الْوَصِيَّةُ مِنَ اللَّهِ فِي قَوْلِهِ :﴿وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى﴾ بِبِرِّ الْجَارِ ذِي الْقُرْبَى دُونَ جَارِ ذِي الْقَرَابَةِ، وَكَانَ بَيِّنًا خَطَأُ مَا قَالَ مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ فِي ذَلِكَ.
وَقَالَ آخَرُونَ : مَعْنَى ذَلِكَ : وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى مِنْكُمْ بِالإِسْلاَمِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
٩٤٩٧- حَدَّثنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَارَةَ الأَسَدِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ : حَدَّثَنَا شيبان، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ نَوْفٍ الشَّامِيِّ :﴿وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى﴾ الْمُسْلِمُ وَهَذَا أَيْضًا مِمَّا لاَ مَعْنَى لَهُ، وَذَلِكَ أَنَّ تَأْوِيلَ كِتَابِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى غَيْرُ جَائِزٍ صَرْفُهُ إِلاَّ إِلَى الأَغْلَبِ مِنْ كَلاَمِ الْعَرَبِ، الَّذِينَ نَزَلَ بِلِسَانِهِمُ الْقُرْآنُ الْمَعْرُوفُ فِيهِمْ دُونَ الأَنْكَرِ الَّذِي لاَ تَتَعَارَفُهُ، إِلاَّ أَنْ يَقُومَ بِخِلاَفِ ذَلِكَ حُجَّةٌ يَجِبُ التَّسْلِيمُ لَهَا.
وَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ، وَكَانَ مَعْلُومًا أَنَّ الْمُتَعَارَفَ مِنْ كَلاَمِ الْعَرَبِ إِذَا قِيلَ فُلاَنٌ ذُو قَرَابَةٍ، إِنَّمَا يَعْنِي بِهِ : إِنَّهُ قَرِيبُ الرَّحِمِ مِنْهُ دُونَ الْقُرْبِ بِالدِّينِ، كَانَ صَرْفُهُ إِلَى الْقَرَابَةِ بِالرَّحِمِ أَوْلَى مِنْ صَرْفِهِ إِلَى الْقُرْبِ بِالدِّينِ.