وَيَعْنِي بِقَوْلِهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ :﴿قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا﴾ قَدْ جَاءَكُمْ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ﴿رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ﴾ يَقُولُ : يُعَرِّفُكُمُ الْحَقَّ، وَيُوَضِّحُ لَكُمْ أَعْلاَمَ الْهُدَى، وَيُرْشِدُكُمْ إِلَى دِينِ اللَّهِ الْمُرْتَضَى. كَمَا :.
١١٦٧٤- حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ :﴿قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ﴾ وَهُوَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَاءَ بِالْفُرْقَانِ الَّذِي فَرَّقَ اللَّهُ بِهِ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، فِيهِ بَيَانُ اللَّهِ وَنُورُهُ وَهُدَاهُ، وَعِصْمَةٌ لِمَنْ أَخَذَ بِهِ
﴿عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ﴾ يقُولُ : عَلَى انْقِطَاعِ مِنَ الرُّسُلِ. وَالْفَتْرَةُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ : الاِنْقِطَاعُ، يَقُولُ : قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمُ الْحَقَّ وَالْهُدَى عَلَى انْقِطَاعٍ مِنَ الرُّسُلِ..
وَالْفَتْرَةُ : الْفَعْلَةُ، مِنْ قَوْلِ الْقَائِلِ : فَتَرَ هَذَا الأَمْرُ يَفْتُرُ فُتُورًا، وَذَلِكَ إِذَا هَدَأَ وَسَكَنَ، وَكَذَلِكَ الْفَتْرَةُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ مَعْنَاهَا : السُّكُونُ، يُرَادُ بِهِ سُكُونُ مَجِيءِ الرُّسُلِ، وَذَلِكَ انْقِطَاعُهَا
ثُمَّ اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي قَدْرِ مُدَّةِ تِلْكَ الْفَتْرَةِ، فَاخْتُلِفَ فِي الرِّوَايَةِ فِي ذَلِكَ عَنْ قَتَادَةَ.
فرَوَى مَعْمَرٌ عَنْهُ، مَا :
١١٦٧٥- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ :﴿عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ﴾ قَالَ : كَانَ بَيْنَ عِيسَى وَمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا وَسَلَّمَ خَمْسُمِائَةٍ وَسِتُّونَ سَنَةً.