وَقَالَ آخَرُونَ : مَعْنَى ذَلِكَ : أَلْهَمْتُهُمْ.
فَتَأْوِيلُ الْكَلاَمِ إِذَنْ : وَإِذْ أَلْقَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ صَدِّقُوا بِي وَبِرَسُولِي عِيسَى، فَقَالُوا : آمَنَّا : أَيْ صَدَّقْنَا بِمَا أَمَرْتَنَا أَنْ نُؤْمِنَ يَا رَبَّنَا. ﴿وَاشْهَدْ﴾ عَلَيْنَا ﴿بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ﴾، يَقُولُ : وَاشْهَدْ عَلَيْنَا بِأَنَّنَا خَاضِعُونَ لَكَ بِالذِّلَّةِ سَامِعُونَ، مُطِيعُونَ لِأَمْرِكَ.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾.
يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : وَاذْكُرْ يَا عِيسَى أَيْضًا نِعْمَتِي عَلَيْكَ، إِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي، إِذْ قَالُوا لِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ : هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ فَـ ﴿إِذْ﴾ الثَّانِيَةُ مِنْ صِلَةِ ﴿أَوْحَيْتُ﴾.
وَاخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ قَوْلِهِ :﴿يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ﴾، فَقَرَأَ ذَلِكَ جَمَاعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ :(هَلْ تَسْتَطِيعُ) بِالتَّاءِ، (رَبَّكَ) بِالنَّصْبِ، بِمَعْنَى : هَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَسْأَلَ رَبَّكَ، وَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَدْعُوَ رَبَّكَ، أَوْ هَلْ تَسْتَطِيعُ وَتَرَى أَنْ تَدْعُوهُ ؟ وَقَالُوا : لَمْ يَكُنِ الْحَوَارِيُّونَ شَاكِّينَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ قَادِرٌ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ ذَلِكَ، وَإِنَّمَا قَالُوا لِعِيسَى : هَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْتَ ذَلِكَ ؟.
١٣٠٤٥- حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ : قَالَتْ عَائِشَةُ : كَانَ الْحَوَارِيُّونَ لاَ يَشُكُّونَ أَنَّ اللَّهَ قَادِرٌ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ مَائِدَةً، وَلَكِنْ قَالُوا : يَا عِيسَى، هَلْ تَسْتَطِيعُ رَبَّكَ ؟.


الصفحة التالية
Icon