١٣١٥٩- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو : إِنَّ لِلَّهِ مِائَةَ رَحْمَةٍ، أَهْبَطَ مِنْهَا إِلَى الأَرْضِ رَحْمَةً وَاحِدَةً يَتَرَاحَمُ بِهَا الْجِنُّ وَالإِنْسُ وَالطَّيْرُ وَالْبَهَائِمُ وَهَوَامُّ الأَرْضِ.
١٣١٦٠- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ الْحَجَّاجِ، قَالَ : حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو الْمُخَارِقِ زُهَيْرُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ : قَالَ عُمَرُ لِكَعْبٍ : مَا أَوَّلُ شَيْءٍ ابْتَدَأَهُ اللَّهُ مِنْ خَلْقِهِ ؟ فَقَالَ كَعْبٌ : كَتَبَ اللَّهُ كِتَابًا لَمْ يَكْتُبْهُ بِقَلَمٍ وَلاَ مِدَادٍ، وَلَكِنَّهُ كَتَبَ بِأُصْبُعِهِ يَتْلُوهَا الزَّبَرْجَدُ وَاللُّؤْلُؤُ وَالْيَاقُوتُ : أَنَا اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا سَبَقَتْ رَحْمَتِي غَضَبِي.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ﴾.
وَهَذِهِ اللاَّمُ الَّتِي فِي قَوْلِهِ :﴿لَيَجْمَعَنَّكُمْ﴾ لاَمُ قَسَمٍ.
ثُمَّ اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعَرَبِيَّةِ فِي جَالِبِهَا، فَكَانَ بَعْضُ نَحْوِيِّي الْكُوفَةِ يَقُولُ : إِنْ شِئْتَ جَعَلْتَ ﴿الرَّحْمَةَ﴾ غَايَةَ كَلاَمٍ، ثُمَّ اسْتَأْنَفْتَ بَعْدَهَا :﴿لَيَجْمَعَنَّكُمْ﴾ قَالَ : وَإِنْ شِئْتَ جَعَلْتَهُ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ، يَعْنِي كَتَبَ ﴿لَيَجْمَعَنَّكُمْ﴾ كَمَا قَالَ :﴿كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ﴾ يُرِيدُ : كَتَبَ أَنَّهُ مِنْ عَمِلَ مِنْكُمْ. قَالَ : وَالْعَرَبُ تَقُولُ فِي الْحُرُوفِ الَّتِي يَصْلُحُ مَعَهَا جَوَابُ كَلاَمِ الأَيْمَانِ بِأَنَّ الْمَفْتُوحَةِ وَبِاللاَّمِ، فَيَقُولُونَ : أَرْسَلْتُ إِلَيْهِ أَنْ يَقُومَ، وَأَرْسَلْتُ إِلَيْهِ لَيَقُومَنَّ. قَالَ : وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ :﴿ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ﴾. قَالَ وَهُوَ فِي الْقُرْآنِ كَثِيرٌ، أَلاَ تَرَى أَنَّكَ لَوْ قُلْتَ : بَدَا لَهُمْ أَنْ يَسْجُنُوهُ، لَكَانَ صَوَابًا ؟@


الصفحة التالية
Icon