إِنْ كَانَ الْخَامِسُ سَقْبٍا ذَبَحُوهُ فَأَهْدَوْهُ إِلَى آلِهَتِهِمْ، وَكَانَتْ أُمُّهُ مِنْ عَرَضِ الإِبِلِ، وَإِنْ كَانَتْ رُبَعَةً اسْتَحْيَوْهَا، وَشَقُّوا أُذُنَ أُمِّهَا، وَجَزُّوا وَبَرَهَا، وَخَلَّوْهَا فِي الْبَطْحَاءِ، فَلَمْ تَجُزْ لَهُمْ فِي دِيَةٍ، وَلَمْ يَحْلِبُوا لَهَا لَبَنًا، وَلَمْ يَجِزُّوا لَهَا وَبَرًا، وَلَمْ يَحْمِلُوا عَلَى ظَهْرِهَا، وَهِيَ مِنَ الأَنْعَامِ الَّتِي حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَمَّا السَّائِبَةُ : فَهُوَ الرَّجُلُ يُسَيِّبُ مِنْ مَالِهِ مَا شَاءَ عَلَى وَجْهِ الشُّكْرِ إِنْ كَثُرَ مَالُهُ، أَوْ بَرَأَ مِنْ وَجَعٍ، أَوْ رَكِبَ نَاقَةً فَأَنْجَحَ، فَإِنَّهُ يُسَمِّي السَّائِبَةَ يُرْسِلُهَا فَلاَ يَعْرِضُ لَهَا أَحَدٌ مِنَ الْعَرَبِ إِلاَّ أَصَابَتْهُ عُقُوبَةٌ فِي الدُّنْيَا وَأَمَّا الْوَصِيلَةُ فَمِنَ الْغَنَمِ، هِيَ الشَّاةُ إِذَا وَلَدَتْ ثَلاَثَةَ أَبْطُنٍ أَوْ خَمْسَةً، فَكَانَ آخِرُ ذَلِكَ جَدْيًا ذَبَحُوهُ وَأَهْدَوْهُ لَبَيْتِ الآلِهَةِ، وَإِنْ كَانَتْ عَنَاقًا اسْتَحْيَوْهَا، وَإِنْ كَانَتْ جَدْيًا وَعَنَاقًا اسْتَحْيَوُا الْجَدْيَ مِنْ أَجْلِ الْعَنَاقِ، فَإِنَّهَا وَصِيلَةٌ وَصَلَتْ أَخَاهَا. وَأَمَّا الْحَامُ : فَالْفَحْلُ يَضْرِبُ فِي الإِبِلِ عَشْرَ سِنِينَ، وَيُقَالُ : إِذَا ضَرَبَ وَلَدُ وَلَدِهِ قِيلَ : قَدْ حُمِيَ ظَهْرُهُ، فَيَتْرُكُونَهُ لاَ يُمَسُّ، وَلاَ يُنْحَرُ أَبَدًا، وَلاَ يُمْنَعُ مِنْ كَلَإٍ يُرِيدُهُ، وَهُوَ مِنَ الأَنْعَامِ الَّتِي حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا.
١٢٨٩١- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، فِي قَوْلِهِ :﴿مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلاَ سَائِبَةٍ وَلاَ وَصِيلَةٍ وَلاَ حَامٍ﴾، قَالَ : الْبَحِيرَةُ مِنَ الإِبِلِ الَّتِي يُمْنَعُ دَرُّهَا لِلطَّوَاغِيتِ وَالسَّائِبَةُ مِنَ الإِبِلِ : كَانُوا يُسَيِّبُونَهَا لِطَوَاغِيتِهِمْ. وَالْوَصِيلَةُ مِنَ الإِبِلِ كَانَتِ النَّاقَةُ تُبَكِّرُ بِأُنْثَى، ثُمَّ تُثَنِّي بِأُنْثَى، فَيُسَمُّونَهَا الْوَصِيلَةَ، يَقُولُونَ : وَصَلَتِ اثْنَتَيْنِ لَيْسَ بَيْنَهُمَا ذَكَرٌ، فَكَانُوا يَجْدَعُونَهَا لِطَوَاغِيتِهِمْ، أَوْ يَذْبَحُونَهَا، الشَّكُّ مَنْ أَبِي جَعْفَرٍ. وَالْحَامُ : الْفَحْلُ مِنَ الإِبِلِ كَانَ يَضْرِبُ الضِّرَابَ الْمَعْدُودَ، فَإِذَا بَلَغَ ذَلِكَ قَالُوا : هَذَا حَامٌ قَدْ حُمِيَ ظَهْرُهُ، فَتُرِكَ، فَسَمَّوْهُ الْحَامَ. قَالَ مَعْمَرٌ : قَالَ قَتَادَةُ : إِذَا ضَرَبَ عَشَرَةً.