يَعْنِي بِقَوْلِهِ :(عَثَرَتْ) : أَصَابَ مِيسَمَ خُفِّهَا حَجَرٌ أَوْ غَيْرُهُ، ثُمَّ يُسْتَعْمَلُ ذَلِكَ فِي كُلِّ وَاقِعٍ عَلَى شَيْءٍ كَانَ عَنْهُ خَفِيًّا، كَقَوْلِهِمْ :(عَثَرَتْ عَلَى الْغَزْلِ بِأَخَرَةَ، فَلَمْ تَدَعْ بِنَجْدٍ قَرَدَةَ)، بِمَعْنَى : وَقَعَتْ.
وَأَمَّا قَوْلُهُ :﴿عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا﴾ فَإِنَّهُ يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : فَإِنِ اطَّلَعَ مِنَ الْوَصِيَّيْنِ اللَّذَيْنِ ذَكَرَ اللَّهُ أَمْرَهُمَا فِي هَذِهِ الآيَةِ بَعْدَ حَلِفِهِمَا بِاللَّهِ : لاَ نَشْتَرِي بِأَيْمَانِنَا ثَمَنًا، وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى، وَلاَ نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ، ﴿عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا﴾، يَقُولُ : عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَوْجَبَا بِأَيْمَانِهِمَا الَّتِي حَلَفَا بِهَا إِثْمًا، وَذَلِكَ أَنْ يَطَلِّعَ عَلَى أَنَّهُمَا كَانَا كَاذِبَيْنِ فِي أَيْمَانِهِمَا بِاللَّهِ مَا خُنَّا، وَلاَ بَدَّلْنَا، وَلاَ غَيَّرْنَا، فَإِنْ وُجِدَا قَدْ خَانَا مِنْ مَالِ الْمَيِّتِ شَيْئًا، أَوْ غَيَّرَا وَصِيَّتُهُ، أَوْ بَدَّلاَ، فَأَثِمَا بِذَلِكَ مِنْ حَلِفِهِمَا بِرَبِّهِمَا ﴿فَآخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا﴾، يَقُولُ : يَقُومُ حِينَئِذٍ مَقَامَهُمَا مِنْ وَرَثَةِ الْمَيِّتِ الأَوْلَيَانِ الْمُوصَى إِلَيْهِمَا.
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ.


الصفحة التالية
Icon