* ولقد قام آية الله البرقعي في كتابه (كسر الصنم) بنقد أحاديث كتاب الكافي الذي هو عمدة مذهبهم وأصح الكتب عندهم، فبيّن أن رجال الكافي ليسوا بمرضيين في المذهب الشيعي الاثنى عشري نفسه، فهم بين شاكٍ في دينه أو مذهبه، وبين لص فاسق متهم في دينه وعدالته، أو معهود عنه تأليف الروايات والأخبار لقلب الدين وقذفه وتنقيص القرآن واتهامه، أو واضع لأحاديث تضحك الثكلى كحديث سلسلة الحمار (١)، وبعملية نقد يسيرة إذا عمدة المذهب يتهاوى لا كصنم يحتاج إلى تحطيم وكسر بل كرماد تناثر بأقل نسمة هواء، فضعّف معظم ما في الكتاب إما بالطعن في سنده أو بالنكارة في متنه لمخالفته للقرآن وصحيح الآثار، وقد أكثر من نقل تضعيف شيخهم المجلسي لكثير منها. فالمجلسي قام في كتابه (مرآة العقول) بتضعيف ما يقارب من ثلثي أحاديث الكافي، وجاء من بعده البهبودي فضعف أيضًا كثيرًا مما وثقه أو صححه المجلسي وانتقى من الكافي ما رآه صحيحًا فلم يصح عنده إلا نحوًا من مجلد وسمى كتابه (صحيح كتاب الكافي)، وبذلك تعلم خطأ أولئك الذين بنوا مذهبهم على كتاب لم يسلم منه من النقد - من بعض محققيهم- إلا القليل.

(١) - جاء في أصول الكافي( ١/٢٣٧) : عن أمير المؤمنين - عليه السلام - إن غُفيراً- حمار رسول الله صلى الله عليه وآله- قال له: بأبي أنت وأمي - يا رسول الله- إن أبي حدثني عن أبيه عن جده عن أبيه: (أنه كان مع نوح في السفينة، فقام إليه نوح فمسح على كفله ثم قال: يخرج من صلب هذا الحمار حمارٌ يركبه سيد النبيين وخاتمهم، فالحمد لله الذي جعلني ذلك الحمار). وأقول: أي حمار هذا الذي كان جده الثالث في عصر نوح عليه السلام؟ والحمير قصيرة العمر، ثم أليس من سوء الأدب أن يقول الحمار للنبي: بأبي أنت وأمي؟.


الصفحة التالية
Icon