وأنه لا عبرة بقول الكليني - صاحب الكافي - وهو يمدح كتابه في المقدمة :» وقلت إنك تحب أن يكون عندك كتاب كافٍ يجمع فنون علم الدين ما يكتفي به المتعلم ويرجع إليه المسترشد، ويأخذ منه من يريد علم الدين والعمل به بالآثار الصحيحة عن الصادقين (١) «وكذا قول عبد الحسين شرف الدين في كتابه المراجعات: » وأحسن ما جمع منها الكتب الأربعة التي هي مرجع الإمامية في أصولهم وفروعهم من الصدر الأول إلى هذا الزمان وهي: الكافي، والتهذيب، والاستبصار، ومن لا يحضره الفقيه، وهي متواترة ومضامينها مقطوع بصحتها والكافي أقدمها وأعظمها وأحسنها وأتقنها« (٢). وهذا الذي قاله صاحب المراجعات- لا يمثل رأيه وحده بل هو ما أطبق عليه علماء الاثنى عشرية. فإذا كان هذا حال أعظم كتبهم فما ظنك بما هو دونه، و لذلك فلا يغتر أحد بما يجده في تفاسيرهم من الروايات المنكرة عن الأئمة والتي يعتمدون عليها في تفسير كتاب الله تعالى.

(١) - مقدمة الكافي ص: ٧.
(٢) - المراجعات: ص: ٣٣٥ مراجعة رقم ١١٠. طبع دار صادق ببيروت. و صاحب كتاب المراجعات هذا من شيوخهم المبجلين، وهو من الغلاة، وافترى على شيخ الأزهر - في عصره- الشيخ البشري رحمه الله وادعى كذبًا بأنه راجعه في كثير من المسائل التي زعم أن الشيخ البشري لا يعلمها – مع أن أصغر طلبة الأزهر الشريف يعلمها - حتى علّمها له هذا الدَّعي فأقر بها شيخ الأزهر رحمه الله وصار شيعيًا. وقد بين الدكتور السالوس كذب هذا الدعيّ وافتراءه على شيخ الأزهر في كتابه( المراجعات المفتراه على شيخ الأزهر البشري) وانظر موسوعته الرائعة(مع الاثنى عشرية في الأصول والفروع).


الصفحة التالية
Icon