وحبهم لأهل البيت هو الحب الحقيقي الذي جاء به الشرع الحنيف بلا غلوٍ ولا تقصير (١)، ولذلك لا ينقلون عن أهل البيت من الآثار والأخبار إلاّ ما صحَّ عنهم حتى يحفظوا لهم مكانتهم السامية ولا يدنسوها بالأخبار الكاذبة التي تسيء إليهم وإلى مكانتهم، بخلاف الشيعة الذين أساءوا إليهم بما ينقلونه في كتبهم من الأخبار الكاذبة التي تُظهر أهل البيت أحيانًا بالغرور والكبر أو بالحقد على الصحابة وسائر المسلمين، وازدرائهم، أو بالتورط في كثيرٍ من الفتاوى والأحكام الشاذة التي تخالف ما عليه الأمة، بل وينقلون عنهم كثيرًا من الآثار التي لا يقبلها عقل سليم، ويستحيل ورودها عن أهل البيت وهم أهلُ العلم والفضل الأطهارُ المبرؤن من مثل ذلك، رضي الله عنهم.

(١) - الغلو: هو تجاوز الحد.(أنظر: المصباح المنير ص: ٤٥٢) والغلو في الدين مذموم ومنهي عنه قال تعالى :﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ﴾﴿النساء: ١٧١﴾وفي سنن ابن ماجة( ٣٠٢٠) وغيره عن ابن عباس أن النبي قَالَ:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ، فَإِنَّهُ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ" وفي صحيح البخاري(٣/١٢٧١-رقم ٣٢٦١) وغيره، قال النبي صلى الله عليه وسلم:" لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ، فَقُولُوا: عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ" فانظر كيف نهى النبي ﷺ عن إطرائه خشية الغلو فيه صلى الله عليه وسلم، وهو سيد الناس، فما بالك بمن دونه؟


الصفحة التالية
Icon