عاشرًا: عندما نتعرض لتفسير بعض الآيات كأمثلة للمقارنة بين تفسير أهل السنة والشيعة الاثنى عشرية، أهتم بذكر ما صحَّ من أسباب النزول لبعض هذه الآيات، إذ أن معرفة سبب النزول للآية معين على فهمها، ويدخل في تفسيرها دخولاً أوليًا، وإن كان العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب كما هو مقررٌ عند العلماء. وكثيرًا ما تجد في تفاسير الشيعة روايات يدَّعون أنها أسباب النزول لآيات معينة، وهي روايات ضعيفة أو موضوعة، وقد يحتجون بوجودها في بعض كتب التفسير عند أهل السنة، فيقولون هذه الرواية: رويت من طرق عند العامة- أهل السنة- والخاصة، وهذا كلام لا يَغترُّ به إلاّ جاهل، إذ ليست كل الكتب تهتم بصحة الرواية، وهم يفرحون بورودها في تلك الكتب التي لا يعتني أصحابها بصحة الرواية من ضعفها، بل ينقلون الغثَّ والسمين بدون تمييز أو نقد للروايات.
حادي عشر: عند ذكرنا لتفسير هذه الآيات – كأمثلة- سنقوم إن شاء الله بالرد على الشبه التي يوردونها، إذا كانت هذه الشبه تستند على أدلة من آيات قرآنية، أو أحاديث ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فُهمت على غير وجهها، أما الشبه التي مستندها قراءات شاذة، أو أحاديث ضعيفة أو موضوعة-لا تثبت عند علماء الحديث - كأكثر ما في كتبهم، فهذه لا نعبأ بها إذ يكفي في الرد عليها ضعفها أو بطلانها.
ثاني عشر: لا شك أن كتب التفسيرعند الفريقين : أهل السنة، والشيعة الاثنى عشرية كثيرة جدًا، ولقد رجعت إلى كثيرٍ منها، ولكن لم أكثر النقل في هذا البحث إلاَّ من أوثق كتب التفسير عند كلٍّ منهما: فمن تفاسير أهل السنة نقلت من تفاسير كلٍّ من الطبري والبغوي وابن الجوزي والقرطبي وابن كثير والرازي والشوكاني والألوسي والشنقيطي والسعدي وغيرهم وكذا من بعض التفاسير الميسرة.


الصفحة التالية
Icon