وفي عصرنا قد وجد العدو المتربص بالأمة في هذه الفِرقة وغيرها من الفرق الأخرى الخارجة عن سبيل الحق، وسيلة لإيقاع الفتنة في الأمة، وتمزيق شملها، واستباحة بَيْضتها، وهو يعد التقارير التي تهتم أبلغ الاهتمام بتاريخ وعقائد تلك الطوائف والفرق المختلفة، ويستثمر ذلك للوقوف في وجه الصحوة الإسلامية المتنامية التي يخشاها، ولذا فهو يغذي بعض هذه الطوائف، ويهيئ الوسائل لوصولها للقيادة والتوجيه لتخدم أغراضه. ولا شك أن بيان الحق في أمر هذه الفِرق فيه تفويت للفرصة أمام العدو لتوسيع رقعة الخلاف بين المسلمين.
وهذا البحث محاولةٌ منا لبيان أثر ما وضعه الكذابون- المنتسبون للشيعة والمدسوسون بينهم - من آثار وآراء في تفسير آيات الكتاب الحكيم فرَّقوا بها الأمة مخالفين بذلك المعنى الصحيح لهذه الآيات. وبيان كيف أن غلاة الشيعة تأثروا بذلك فقاموا بليّ عنق الآيات وتأويلها على غير معناها لتوافق هذه المرويات، وليقرروا بذلك معتقداتهم التي خالفوا فيها عامة المسلمين بما فيهم الشيعة الزيدية. ولقد صار مذهب الشيعة الإمامية الاثنى عشرية مأوىً لأفكار ومعتقدات هؤلاء الغلاة بل صاروا أرباب المذهب خاصة بعد أن قامت لهم بعض الدول-على ندرتها- على مر العصور، وخفتت في المقابل أصوات القلة المعتدلة التى أرادت تنقية المذهب مما لصق به، وسنحاول بإذن الله تعالى بيان منهج أهل السنة في تفسير كتاب الله تعالى ومنهج الشيعة الاثنى عشرية في التفسير والرد على الشبه التي أوردوها، وذلك لبيان الحق من الباطل، ليتضح لكل منصفٍ يريد الحق ضعف حجتهم وزيف ما تمسكوا به. وفي بيان الحق زوال للشبهة واضمحلال للفُرقة و في اتباعه اجتماع للكلمة وتوحيد للأمة.
ورأيت أن أذكر- فيما بين يدي البحث - بعض ما يفيد و يعين على فهم ومعرفة ما في هذا البحث، ثم أقسم البحث إلى ثلاثة أقسام :
الأول: القرآن بين أهل السنة والشيعة الإمامية الاثنى عشرية.