وهذا مخالف للقرآن- ولما أجمع عليه سائرالمسلمين- فالله تعالى يقول - لمن طلب آية تدل على صدق الرسول -: ﴿أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ﴾ [العنكبوت: ٥١] فالقرآن العظيم هو الشاهد والدليل والحجة، والمسلمون مأمورون بالرجوع إلى القرآن وسنة الرسول ﷺ فقط عند الاختلاف، وليسوا مأمورين بالرجوع إلى الأئمة، ولكن أهل الأهواء لم يرجعوا إليهما، ولو رجعوا إليهما لزال الاختلاف، وإنما هجروا القرآن وتركوه. ورجحوا الأخبار المذهبية على القرآن، وذلك خلافاً لقول الله تعالى: ﴿ وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ﴾ [الشورى: ١٠] وقال تعالى: ﴿ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ﴾ [ النساء: ٩٥]، ولكنهم يقولون إن القرآن لا يدفع الخلاف فارجعوا إلى الإمام. فهذا شيخ الشيعة الذي يسمونه بـ"ثقة الإسلام" (الكليني) يروي في كتابه الكافي "... أن القرآن لا يكون حجة إلا بقيم: وأن علياً كان قيم القرآن وكانت طاعته مفترضة، وكان الحجة على الناس بعد رسول الله" (١) وقد انتقل علم القرآن من علي إلى سائر الأئمة الاثنى عشر، كل إمام يعهد بهذا العلم إلى من بعده، حتى انتهى إلى الإمام الثاني عشرالغائب.

(١) - أصول الكافي: (١/١٨٨)


الصفحة التالية
Icon