٣ - الروايات المتواترة التي أمرت بعرض الأخبار على الكتاب، وأن ما خالف الكتاب منها يضرب على الجدار، أو أنه باطل، أو أنه زخرف، أو أنه منهي عن قبوله، أو أن الأئمة لم تقله، وهذه الروايات صريحة في حجية ظواهر الكتاب، وأنه مما تفهمه عامة أهل اللسان العارفين بالفصيح من لغة العرب. ومن هذا القبيل الروايات التي أمرت بعرض الشروط على كتاب الله ورد ما خالفه منها.
٤ -استدلالات الأئمة - ع -على جملة من الأحكام الشرعية وغيرها بالآيات القرآنية. أهـ (١)
٣- قولهم بأن جُلَّ القرآن نزل في أئمتهم ومن والاهم وفي أعدائهم:
إنّ الإمامية الإثنى عشرية، قرروا أن الإقرار بإمامة علىّ ومَن بعده من الأئمة والتزام حبهم وموالاتهم، وبُغض مخالفيهم وأعدائهم، أصل من أصول الإيمان، بحيث لا يصلح إيمان المرء إلاّ إذا حصل ذلك، مع الإقرار بباقى الأصول، كما قرروا وجوب طاعة الأئمة، واعتقاد أفضيلتهم على الخلائق أجمعين.
قرر الإمامية هذا كله، ثم أخذوا ينزلون نصوص القرآن على ما قرروه، بل وزادوا على ذلك فقالوا: إنّ كل آيات المدح والثناء وردت فى الأئمة ومَن والاوهم، وكل آيات الذم والتقريع وردت فى مخالفيهم وأعدائهم (٢)، بل ويدَّعون ما هو أكثر من ذلك فيقولون: إن جُلَّ القرآن أُنزِل فى الإرشاد إليهم، والإعلان بهم، والأمر بموافقتهم، والنهى عن مخالفتهم.

(١) - أبو القاسم الخوئي/البيان في تفسير القرآن ص: ٢٦٤-٢٦٥
(٢) - أنظر مقدمة تفسير القمي للمحقق ص: ٢١ وستأتي فيما بعد (هامش ص ١٤٣).


الصفحة التالية
Icon