أجمع أهل السنة والمسلمون جميعًا على صيانة كتاب الله عز وجل من التحريف والزيادة والنقص فهو محفوظ بحفظ الله له قال تعالى :﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: ٩ ] وقال تعالى:﴿ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ* لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ [فصلت: ٤١- ٤٢ ] وقال تعالى: ﴿إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ* فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ* ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ﴾ [ القيامة: ١٧-١٩] ولا يوجد في كتب أهل السنة المعتمدة روايةٌ واحدة صحيحة تخالف هذا المعتقد وقد ذكر مفسرو أهل السنة عند قوله سبحانه :﴿ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون﴾ أن القرآن محفوظٌ من أي تغيير أو تبديل أو تحريف، انظر في ذلك: تفسيرالبغوي، والقرطبي، و النسفي، و تفسير الخازن، و ابن كثير، والبيضاوي، والبحر المحيط لابن حيان، والألوسي، وصديق خان، الشنقيطي وغيرهم من المفسرين.
وصرح كبار علماء السنة أن من اعتقد أن القرآن فيه زيادة أو نقص فقد خرج من دين الإسلام.
وهذه العقيدة عند أهل السنة من الشهرة والتواتر بحيث أنها لا تحتاج إلى من يقيم أدلة عليها بل هذه العقيدة من المتواترات عند المسلمين.
قال القاضي عياض - رحمه الله :( وقد أجمع المسلمون أن القرآن المتلو في جميع أقطار الأرض المكتوب في المصحف بأيدي المسلمين مما جمعه الدفتان من أول ﴿ الحمد لله رب العالمين ﴾ الى آخر ﴿ قل أعوذ برب الناس ﴾ أنه كلام الله ووحيه المنزل على نبيه محمد ﷺ وأن جميع مافيه حق وأن من نقص منه حرفا قاصدا لذلك أو بدله بحرف آخر مكانه أو زاد فيه حرفا مما لم يشتمل عليه المصحف الذي وقع الإجماع عليه وأجمع على أنه ليس من القرآن عامداً لكل هذا أنه كافر (١).

(١)، ٢– القاضي عياض/ الشفاء :(ص: ١١٠٢ - ١١٠٣).


الصفحة التالية
Icon