ونقل القاضي عياض عن أبي عثمان الحداد أنه قال :(جميع من ينتحل التوحيد متفقون على أن الجحد لحرف من التنزيل كفر ) (١).
ويقول القاضي أبو يعلي : والقرآن ما غير ولا بدل ولا نقص منه ولا زيد فيه خلافاً للرافضة القائلين أن القرآن قد غير وبدل وخولف بين نظمه وترتيبه - ثم قال- إن القرآن جمع بمحضر من الصحابة رضي الله عنهم وأجمعوا عليه ولم ينكر منكر ولا رد أحد من الصحابة ذلك ولا طعن فيه ولو كان مغيراً مبدلاً لوجب أن ينقل عن أحد من الصحابة أنه طعن فيه، لأن مثل هذا لايجوز أن ينكتم في مستقر العادة.. ولانه لو كان مغيراً ومبدلاً لوجب على علي رضي الله عنه أن يبينه ويصلحه ويبين للناس بياناً عاماً أنه أصلح ما كان مغيراً فلما لم يفعل ذلك بل كان يقرأه ويستعمله دل على أنه غير مبدل ولا مغير (٢).
قال ابن قدامة : ولا خلاف بين المسلمين في أن من جحد من القرآن سورة أو آية أو كلمة أو حرفاً متفقاً عليه أنه كافر (٣).
ويقول ابن حزم : القول بأن بين اللوحين تبديلاً كفرٌ صريح وتكذيب لرسول الله ﷺ ) (٤). وقال أيضًا - في الجواب عن احتجاج النصارى بدعوى الروافض تحريف القرآن -: وأما قولهم في دعوى الروافض تبديل القرآن فإن الروافض ليسوا من المسلمين (٥).

(٢) - المعتمد في أصول الدين ص ٢٥٨.
(٣) - ابن قدامة / لمعة الاعتقاد " ص ١٩.
(٤) - ابن حزم/ الفصل في الملل والنحل " ص: ٤٠.
(٥) - " الفصل " ( ٢/٨٠ ).


الصفحة التالية
Icon