قال الفخر الرازي عند قوله سبحانه :﴿ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ﴾، وإنا نحفظ ذلك الذكرمن التحريف والزيادة والنقصان - إلى أن قال : إن أحداً لو حاول تغيير حرف أو نقطة لقال له أهل الدنيا هذا كذب وتغيير لكلام الله حتى أن الشيخ المهيب لو اتفق له لحن أو هفوة في حرف من كتاب الله تعالى لقال له الصبيان أخطأت أيها الشيخ وصوابه كذا وكذا.. واعلم أنه لم يتفق لشيء من الكتب مثل هذا الحفظ فإنه لا كتاب إلا وقد دخله التصحيف والتحريف والتغيير إما في الكثير منه أو في القليل، وبقاء هذا الكتاب مصوناً من جميع جهات التحريف مع أن دواعي الملاحدة واليهود والنصارى متوفرة على إبطاله وإفساده من أعظم المعجزات (١).
وقال ابن تيمية : وكذلك - أي في الحكم بتكفيره - من زعم منهم أن القرآن نقص منه آيات وكتمت، أو زعم أن له تأويلات باطنة تسقط الأعمال المشروعة ونحو ذلك وهؤلاء يسمون القرامطة والباطنية ومنهم التناسخية وهؤلاء لاخلاف في كفرهم (٢)
والشواهد في هذا المجال لا تحصى كثرة وهي موجودة في مواضعها في كتب التفسير وعلوم القرآن والحديث والعقيدة والأصول وغيرها.
ثانيًا: اعتقاد الشيعةالاثنى عشرية في ذلك :
* يقول شيخ الشيعة في زمنه ابن بابويه القمي (ت٣٨١ه‍( صاحب من لا يحضره الفقيه.. وهو واحد من أهم كتبهم الأربعة المعتمدة في الحديث، يقول: "اعتقادنا أن القرآن الذي أنزله الله تعالى على نبيه محمد وهو ما بين الدفتين وهو ما في أيدي الناس ليس بأكثر من ذلك... ومَن نسب إلينا أنا نقول أكثر من ذلك فهو كاذب" (٣).
هذا قول شيخهم الملقب عندهم بالصدوق، ويؤيده في قوله هذا آخرون من شيعته.

(١) - الفخر الرازي/ مفاتيح الغيب (١٩/١٦٠-١٦١).
(٢) - ابن تيمية/ الصارم المسلول ص ٥٨٦. - دار الكتب العلمية - بيروت
(٣) - الاعتقادات ص: ٨٤


الصفحة التالية
Icon