وأما ما هو على خلاف ما أنزل الله فهو قوله :﴿ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ﴾[ آل عمران : ١١٠] فقال أبو عبد الله عليه السلام لقاريء هذه الآية :( خير أمة ) يقتلون أمير المؤمنين والحسن والحسين بن علي عليهم السلام ؟ فقيل له : وكيف نزلت يا ابن رسول الله؟ فقال : إنما نزلت :( كنتم خير أئمة أخرجت للناس ) ألا ترى مدح الله لهم في آخر الآية ( تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) ومثله آية قرئت على أبي عبد الله عليه السلام: ﴿وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً ﴾[الفرقان: ٧٤ ] فقال أبو عبد الله عليه السلام : لقد سألوا الله عظيمًا أن يجعلهم للمتقين إمامًا (١). فقيل له : يا ابن رسول الله كيف نزلت ؟ فقال : إنما نزلت :( الذين يقولون من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعل لنا من المتقين إماما ) وقوله :{ لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ{[ الرعد: ١١] فقال أبو عبد الله : كيف يحفظ الشيء من أمر الله وكيف يكون المعقب من بين يديه فقيل
له : وكيف ذلك يا ابن رسول الله ؟ فقال : إنما نزلت ( له معقبات من خلفه ورقيب من بين يديه يحفظونه بأمر الله ) ومثله كثير.

(١) - إنما أراد الله تعالى أن يعلمنا علو الهمة وأن نسأله علو المرتبة، لأن من طلب العلو سيجتهد ليبلغ ذلك. كما دلنا على ذلك أيضًا الرسول ﷺ في قوله:" فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ، فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ، فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ و فَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ" رواه البخاري(٢٥٨١) وأحمد (٢١٠٧٣) وغيرهما.


الصفحة التالية
Icon