إن تسليم تواترها ﴿ القراءات السبع ﴾ عن الوحي الآلهي وكون الكل قد نزل به الروح الأمين يفضي إلى طرح الأخبار المستفيضة بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف في القرآن كلامًا ومادةً وإعرابًا، مع أن أصحابنا رضوان الله عليهم قد أطبقوا على صحتها والتصديق بها، نعم قد خالف فيها المرتضى والصدوق والشيخ الطبرسي وحكموا بأن ما بين دفتي المصحف هو القرآن المنزل لاغير ولم يقع فيه تحريف ولا تبديل.. والظاهر أن هذا القول إنما صدر منهم لأجل مصالح كثيرة منها سد باب الطعن عليها بأنه إذا جاز هذا في القرآن فكيف جاز العمل بقواعده وأحكامه مع جواز لحوق التحريف لها (١) أهـ.
* ومنهم أبو الحسن العاملي حيث قال:
" اعلم أن الحق الذي لا محيص عنه بحسب الأخبار المتواترة الآتية وغيرها أن هذا القرآن الذي في أيدينا قد وقع فيه بعد رسول الله - ﷺ - شيء من التغييرات، وأسقط الذين جمعوه بعده كثيرا من الكلمات والآيات " (٢). وقال أيضًا :" وعندي في وضوح صحة هذا القول- تحريف القرآن وتغييره - بعد تتبع الأخبار وتفحص الآثار، بحيث يمكن الحكم بكونه من ضروريات مذهب التشيع وأنه من أكبر مقاصد غصب الخلافة " (٣).
* و أيضًا محمد باقر المجلسي :

(١) - وهذا الكلام من الجزائري يعني أن قولهم ( أي المنكرين للتحريف ) ليس عن عقيدة بل لأجل مصالح أخرى.
(٢) - المقدمه الثانية لتفسير مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار ص: ٣٦ وطبعت هذه كمقدمه لتفسير البرهان للبحراني.
(٣) - نفس المرجع السابق


الصفحة التالية
Icon