يقول المسعودي (١) : وفي سنة خمس وستين تحركت الشيعة في الكوفة وتكونت حركة التوابين، ثم حركة المحتار (الكيسانية) وبدأت الشيعة تتكون وتضع أصول مذهبها.. وأخذت تتميز بهذا الاسم.
* ونستطيع القول أن الشيعة- شيعة علي رضي الله عنه- في بداية الأمر كانوا يُعرفون بالورع والاجتهاد، وكانوا يحبون أول الأمة، ويعرفون فضائلهم و قدرهم، فهذا شريك بن عبد الله حينما سأله سائل: أيهما أفضل أبو بكر أو عليّ؟ فقال له: أبو بكر. فقال السائل: تقول هذا وأنت شيعي! فقال له: نعم من لم يقل هذا فليس شيعياً، والله لقد رقي هذه الأعواد عليٌّ رضي الله عنه، فقال: ألا إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، ثم عمر، فكيف نرد قوله، وكيف نكذبه؟والله ما كان كذاباً (٢). فانظر كيف نفى شريك التشيع عن من يخالف عليًا رضي الله عنه في تفضيل أبي بكر على غيره.
وفي كتب الشيعة: قال أبو عبد الله (جعفر الصادق) عليه السلام: "ما شيعتنا إلا من اتقى الله وأطاعه، وما كانوا يعرفون إلا بالتواضع والتخشع والأمانة" (٣). وقال أبو جعفر: "لا تذهب بكم المذاهب فوالله ما شيعتنا إلا من أطاع الله عز وجل" (٤)

(١) - مروج الذهب ( ٣/١٠٠)
(٢) - ابن تيمية/منهاج السنة: (٢/٨٦ ) تحقيق د. محمد رشاد سالم
(٣) - سفينة البحار: (١/٧٣٣ )
(٤) - أصول الكافي: (١/٧٣ )


الصفحة التالية
Icon