وفي رواية جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال، قال لي :( يا جابر أيكتفي من انتحل التشيع أن يقول بحبنا أهل البيت ؟ فوالله ما شيعتنا الا من اتقى الله و أطاعه، وما كانوا يعرفون يا جابر الا بالتواضع والتخشع والأمانة وكثرة ذكر الله، والصوم والصلاة، والبر بالوالدين، والتعهد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة ) إلى أن قال :( يا جابر والله ما يتقرب إلى الله تعالى إلا بالطاعة، وما معنا براءةٌ من النار، ولا على الله لأحدٍ من حجة، من كان لله مطيعًا، فهو لنا ولي، ومن كان لله عاصيًا، فهو لنا عدو، وما تنال ولايتنا إلا بالعمل والورع ) (١).
فهؤلاء الشيعة كان دينهم هو التقوى لا التقية، والولاية لله الحق، لنبيه، لأهل بيته، ولصحبه، وللمؤمنين والمؤمنات كافة. أما أولئك الغلاة الذين دينهم التقية والنفاق وعداوة الصحابة وبغض بعض آل البيت والغلو في البعض الآخر فليسوا بشيعة بشهادة من تعتبرهم الشيعة أئمتها، ولهذا سماهم الإمام زيد بن علي بن الحسين رضي الله عنه بالرافضة، لا الشيعة.
رابعًا: روى أحمد وأبو يعلى (٢) : عن علي رضي الله عنه قال: يهلك فيّ رجلان : مُحِبٌ مُطرٍ يفرط لي بما ليس في، ومبغض مفترٍ يحمله شنآني على أن يبهتني". فهذا الكلام يؤيد ما انقسم إليه الناس بشأن علي رضي الله عنه فقد انقسموا إلى طرفين متناقضين هالكين، ووسط على الحق. فالطرفان الهالكان هما:

(١) - الكافي( ٢ /٧٤-٧٥)، الوسائل ( ١١/ ١٨٤ )
(٢) - رواه أحمد(١/١٦٠)/مسند علي( رقم١٣٧٦ ) وأبو يعلى الموصلي(١/٤٠٦)/مسند علي( رقم٥٣٤ )، مصنف ابن أبي شيبة (٦/٣٧٤- برقم ٣٢١٣٤ )
* تنبيه: كثيرًا ما يكون الحديث مرويًا في أكثر من كتاب من كتب الحديث عند أهل السنة فأكتفي بالعزو لبعضها. وقد يكون للحديث أكثر من طريق أو رواية في الكتاب الواحد فأكتفي بذكر إحداها.


الصفحة التالية
Icon