الأول: بالغ في حبه وأفرط فيه بما ليس فيه وهم الرافضة، فزعموا أنه معصوم وأن عنده علم الأنبياء، وعنده كل الكتب السابقة، بل منهم من رفعه فوق الأنبياء بل ادعوا أنه يعلم الغيب وأنه يأتي يوم القيامة فيدخل شيعته الجنة وأعداءه النار. ثم سحبوا هذه الصفات على أئمتهم من بعده. بل بلغ غلوهم أن قال الخوميني في كتابه (الحكومة الإسلامية ) (١) : فإن للإمام-أي: من الأئمة الاثنى عشر- مقامًا محمودًا ودرجةً ساميةً، وخلافةً تكوينيةً تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون، وإن من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقامًا لا يبلغه ملكٌ مقرب ولا نبي مرسل. أهـ وفي أصول الكافي: عن أبي بصير عن أبي عبد الله (جعفر الصادق) قال: إِنَّ عِنْدَنَا عِلْمَ مَا كَانَ وَ عِلْمَ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ. قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ هَذَا وَ اللَّهِ هُوَ الْعِلْمُ، قَال: َ إِنَّهُ لَعِلْمٌ وَ لَيْسَ بِذَاكَ، قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ فَأَيُّ شَيْ ءٍ الْعِلْمُ ؟قَالَ: مَا يَحْدُثُ بِاللَّيْلِ وَ النَّهَارِ، الْأَمْرُ مِنْ بَعْدِ الْأَمْرِ، وَ الشَّيْ ءُ بَعْدَ الشَّيْ ءِ، إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ" (٢).

(١) - الحكومة الإسلامية ص ٧٥،
(٢) - أصول الكافي (١/٢٤٠) وهذا منافٍ لقول الله تعالى:﴿قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ﴾[النمل: ٦٥ ] وغير ذلك من الآيات الكثيرة. بل إن الله تعالى قال لرسوله صلى الله عليه وسلم:﴿قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ﴾[الأنعام: ٥٠] وقال ﴿قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ﴾ [الأعراف: ١٨٨ ]


الصفحة التالية
Icon