الثاني: نقيض الأول وهم المبغضون له، وهم فريقان: أولهما الخوارج الذين خرجوا عليه وقاتلوه، بل وكفروه، وثانيهما النواصب الذين ناصبوه وأهل بيته العداء، وكان غالب ذلك بسبب السياسة والإمارة، مثل كثير من أمراء بني أمية وبني العباس ومن تابعهم على ذلك.
أما أهل السنة والجماعة فكانوا وسطًا بين المفرطين في الحب والبغض، فهم يحبون عليًا رضي الله عنه، ويتولونه، فهو من كبار الصحابة ومن الخلفاء الراشدين، ولكن لا يرفعونه فوق قدره. ويتبرأون ممن يبغضه، وممن يغالي فيه.
خامسًا: انحصرت طوائف الشيعة وفرقها الكثيرة - في زماننا - في ثلاث طوائف فقط وهم (١) :
١- الزيدية : وهم أقل طوائف الشيعة الثلاث عددًا الآن، وأكثرهم يسكنون اليمن، وهم أتباع زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وسُموا بالزيدية نسبة إليه وقد افترقوا عن الإمامية حينما سئل زيد عن أبي بكر وعمر فترضى عنهما فرفضه قوم فسموا رافضة.. وسُمي من لم يرفضه من الشيعة زيدية لاتباعهم له، وذلك في آخر خلافة هشام بن عبد الملك سنة إحدى وعشرين أو اثنتين وعشرين بعد المائة (٢).

(١) -أنظر: د. ناصر بن عبد الله القفاري/أصول مذهب الشيعة الإمامية الاثنى عشرية(١/٩٦-٩٧)
(٢) - منهاج السنة( ١/٣٥ ) ومقالات الإسلاميين لأبي الحسن الأشعري(١/١٣٦-١٣٧)


الصفحة التالية
Icon