الشبهة الثانية : أن عليًا عليه السلام كان له مصحف غير المصحف الموجود، وقد أتى به إلى القوم فلم يقبلوا منه، وأن مصحفه عليه السلام كان مشتملا على أبعاض ليست موجودة في القرآن الذي بأيدينا، ويترتب على ذلك نقص القرآن الموجود عن مصحف أمير المؤمنين علي عليه السلام وهذا هو التحريف الذي وقع الكلام فيه، وذكر بعض الروايات الدالة على ذلك ثم قال:
والجواب عن ذلك : أن وجود مصحف لأمير المؤمنين - عليه السلام - يغاير القرآن الموجود في ترتيب السور مما لا ينبغي الشك فيه، وتسالم العلماء الأعلام على وجوده أغنانا عن التكلف لإثباته، كما أن اشتمال قرآنه - عليه السلام - على زيادات ليست في القرآن الموجود، وإن كان صحيحا إلا أنه لا دلالة في ذلك على أن هذه الزيادات كانت من القرآن، وقد أسقطت منه بالتحريف، بل الصحيح أن تلك الزيادات كانت تفسيرا بعنوان التأويل، وما يؤول إليه الكلام، أو بعنوان التنزيل من الله شرحًا للمراد (١)... إلخ
الشبهة الثالثة : أن الروايات المتواترة عن أهل البيت - ع - قد دلت على تحريف القرآن فلا بد من القول به :

(١) - هذا الاحتمال(الثاني) الذي ذكره الخوئي غلط واضح إذ كيف يدعي أن الله أنزل من السماء تفسيرًا أوشرحًا للمراد وكان هذا الشرح المنزل عند عليّ، إن هذا فيه اتهام مستتر للصحابة بأنهم أخفوا الشرح المنزل، وبذلك ينقض الخوئي نفسه في دفاعه عن عدم التحريف، و يفسر لنا وصيته عند موته لتلاميذه. وستأتي.


الصفحة التالية
Icon