والجواب : أن هذه الروايات لا دلالة فيها على وقوع التحريف في القرآن بالمعنى المتنازع فيه، وتوضيح ذلك : أن كثيرا من الروايات، وإن كانت ضعيفة السند، فإن جملة منها نقلت من كتاب أحمد بن محمد السياري، الذي اتفق علماء الرجال على فساد مذهبه، وأنه يقول بالتناسخ، ومن علي بن أحمد الكوفي الذي ذكر علماء الرجال أنه كذاب، وأنه فاسد المذهب" ثم ناقض الخوئي نفسه بعد ذلك فقال: إلاّ أن كثرة الروايات تورث القطع بصدور بعضها عن المعصومين عليهم السلام ولا أقل من الاطمئنان بذلك، وفيها ما روي بطريق معتبر فلا حاجة بنا إلى التكلم في سند كل روايةٍ بخصوصها. أهـ المراد من كلام الخوئي (١).
... جمع القرآن
كيف جمع القرآن في العهدين: عهد النبوة، وعهد الخلفاء الراشدين؟.
جمع القرآن على نوعين:

(١) - ومع قول الخوئي بعدم التحريف، تجده يوثق علي بن إبراهيم القمي الذي له غلو في القول بالتحريف، باعتراف علمائهم، ﴿ أنظر توثيقه ورواته في معجم رجال الحديث للخوئي: ١/٦٣ ﴾ فبم نفسر ذلك؟ وبم تسقط عدالة الراوي عندهم، إن لم تسقط عدالة من يعتقد تحريف القرآن؟إن أهل السنة يسقطون عدالة الراوي بمجرد أن يرتكب فعلاً من خوارم المروءة وإن كان صالحاً سليم المعتقد، فما بالك بفاسد المعتقد، أضف إلى ما سبق أيضًا ما ذكره حسين الموسوي تلميذ الخوئي في كتابه لله ثم للتاريخ (ص: ٧٧) حيث قال: ولهذا قال الإمام الخوئي في وصيته لنا وهو على فراش الموت، عندما أوصانا كادر التدريس في الحوزة :(عليكم بهذا القرآن حتى يظهر قرآن فاطمة)أهـ فالرجل يعتقد إذاً بوجود قرآن فاطمة المختفي مع القائم(المهدي) كما يزعمون.


الصفحة التالية
Icon